ـ[أنا طالب وأدرس الدكتوره في أميركا فيما يسمى البحث العلمي, أي لا يوجد شيء محدد للدراسة وإنما نأخذ مجال بحث معين ومن ثم ندرس ما في ذلك المجال من أبحاث نشرت سابقا من أجل أن نأتي نحن بشيء جديد في هذا المجال, في الحقيقة أنا لم أعرف أن دراستي ستكون على هذه الشاكلة ولو كنت أعلم لما أتيت إلى هذه البلاد، مشكلتي هو أنني حتى الآن لم أجد بحثا مفيدا واحدا يمكن أن أستند عليه رغم أنني أقرأ في اليوم الواحد حوالي ٣ أبحاث، ولكن دون أي فائدة، علمأ بأنني كنت من الطلاب المتفوقين والمصيبة أنني إذا لم أستطع أن أجد شيئا جديدا وآخذ الدكتوراه سوف أدفع مبلغا حوالي١٠٠٠٠٠ دولار، علما بأنني مقبل على الزواج قريبا إن شاء الله ولا أستطيع دفع هذا المبلغ، في الحقيقة أنا شاب ملتزم وأخاف من الله سبحانه وتعالى وأقرأ القرآن الكريم وأحاول أن أتبع السنة النبوية الشريفة وأتابع الدروس الدينية وأدعو الله أن يوفقني ما استطعت, لدرجة أنني في بعض الأحيان ينتابني شعور أنني أضيع وقتي في هذا ولا أقوم بواجبي في الدراسة، فهل هذا ابتلاء ولماذا، وهل علي أن أصبر وأحتسب, أم أنني لا أقوم بواجبي على أكمل وجه ويجب أن أقوم بشيء آخر وما هو، أنا الآن في حالة لا يعلمها إلا لله, ماذا أفعل، أفيدوني أفادكم الله؟ وجزاكم الله كل خير.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلم نفهم معنى قولك: إنك إذا لم تستطع أن تأتي بشيء جديد لنيل الدكتوراه فسوف تدفع مبلغاً حوالي ١٠٠٠٠٠ دولار!! فإذا كنت تعني أنك تعاقدت مع الجهة المانحة لك معاقدة هذا مفادها، فإن هذه معاقدة لم نجد لها تكييفاً شرعياً، فهي -إذاً- نوع من القمار، وننصحك بطلب الاستقالة من هذا العقد.
وعلى أية حال فاعلم أنه ينبغي لطالب الدكتوراه في أي مجال من مجالات الحياة أن ينوي بتعلمه كسب المهارة والخبرة في ذلك الجانب لينفع نفسه وأهله بالعمل، والكسب الحلال، وأن لا يكون عالة على غيره، وينوي أيضاً نفع إخوانه المسلمين وأمته بتحصيل ما يحتاجونه في مجال تخصصه بإتقان وأمانة، بعيداً عن الغش والخداع ونحو ذلك، ومن المعلوم أن المسلمين يحتاجون إلى المتخصصين الأمناء والأقوياء في كل جوانب الحياة، فهم كالجسد الواحد يكمل بعضهم بعضاً، وأما عن تحديد موضوع البحث فينبغي أن يكون الموضوع الذي تتقنه أنت أكثر من غيره، والذي يمكنك أن تفيد فيه أمتك ووطنك، ونسأل الله أن ييسر لنا ولك في الأمور كلها.