للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

يزخرف المساجد" (١)، ومر علي بمسجد مروان في الكوفة، فقال: لمن هذه البِيَعَة (٢)؟

والجواب: قلنا: ليس كل ما كان من أشراط الساعة أن يكون باطلًا، فإنَّ النبي كان من أشراط الساعة، وكذلك نزول عيسى ، وأما خبر عليٍّ فلعله كان نقش بالتصاوير، وذكر جد والدي أبو القاسم علي بن بُندار أنه إذا فعله تعظيمًا للمسجد كما فعله عُثمان يجوز، وإذا فعله كما فعله هشام بن الوليد بمسجد دمشق كره؛ لأنَّه فعله للمباهاة للروم ورياء دون قصد تعظيم المسجد، وأما الزينة فلا تكره (٣) كما يزين المساجد بالقناديل وكالستور المعلقة على الكعبة تعظيمًا وزينة.

وقال بعض أصحابنا تكره (٤) الزينة على المحراب؛ لأنَّه يشغل قلب المصلي، وأما التجصيص فحسن؛ لأنَّه يحكم البناء (٥) وتوسعة في المنظر، والأسود يضيق في المنظر، وأما إذا جعل البياض فوق السواد فلا بأس إذا فعله الإنسان من مال نفسه،


(١) روى نحوه أبو داود (٤٤٩)، والنسائي (٦٨٩)، وابن ماجه (٧٣٩)، من حديث أنس ، ولفظ النسائي: "من أشراط السَّاعةُ حَتَّى يَتَباهى النَّاسُ في المَساجِدِ". وروى الطبراني في "المعجم الكبير" (١٠٥٥٦) من حديث ابن مسعود ، ولفظه: "إن من أعلام الساعة وأشراطها أن تزخرف المساجد". قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" (٧/ ٣٢٣): وفيه سيف بن مسكين وهو ضعيف.
(٢) روي نحوه عبد الرزاق في "المصنف" (٥١٢٨)، والإمام أحمد في "الورع" (ص: ١٨٣)، وليس فيه ذكر مروان، ولفظهما: عن مسلم البطين قال: "كان علي يمر على مسجد لتيم مشرف، فيقول: هذه بيعة التَّيْم"
(٣) ض: يكره.
(٤) أ: يكره.
(٥) ض: إلينا.

<<  <  ج: ص:  >  >>