قائلًا:"وصلْنا إلى مدينة الكفا، وهي مدينة عظيمة مستطيلة على ضفَّة البحر، يسكنها النَّصارى، وأكثرهم الجنويون ولهم أمير، ونزلنا منها بمسجد المسلمين".
ويُضيف:"وطُفنا بالمدينة فرأيناها حَسَنَةَ الأسواق، ونزلْنا إلى مَرساها، فرأينا مَرْسَى عجيبًا به نحو مئني مركبٍ ما بين حربيٍّ وسَفَرِيٍّ صغيرًا وكبيرًا، وهو مِن مراسي الدُّنيا الشَّهيرة".
ولأهميّة المدينة ولكثرة سُكَّانِها في العهدِ العثمانيِّ كانَت تُدعى (إسطنبول الصَّغيرة)، وأحيانًا (إسطنبول القرم).
ت - شيوخُه:
بدأ الكَفَوِيُّ تَعَلُّمَه في مدينة كَفَا، ثمَّ سافر إلى إسطنبول عام (٩٤٩ هـ / ١٥٤٢ م) وهو في الثَّالثة والعشرين من عمره، ويذكرُ الكَفَويُّ أنَّه أَخَذَ العِلم عن السيِّد محمَّد عبد القادر، وعن عبد الرَّحمن بن علي، وعن محمَّد بن عبد الوهَّاب. وأخذ تربية التَّصوُّف من أبي بكر الكَفَوِيِّ القادريِّ، وحضر دروس قاضي زادَه أحمد شمس الدِّين أفندي من مُدرِّسي مدرسة قابليجة في مدينة بورصا، ودروس عبد الرَّحمن أفندي من مدرسي مدرسة "صحن ثمان" في إسطنبول.
ويذكرُ الكَفَوِيُّ - مع شيخَيْه هذَيْن الأخيرَيْن في مطلع الكتيبة الأولى من كتابه - شيخَه محمَّد بن عبد الوهَّاب، كما يذكرُ سلاسل شيوخ الحنفيَّة ابتداءً من أبي حنيفة حتَّى عصِره.
وقال في ترجمة محمَّد بن عبد القادر:"كان الفقير من أصحاب درس "الهداية"، وكان المرحوم بدر الدِّين محمود السِّيرافي من شركاء درسِنا، ويحضر دَرْسَنا أيضًا أكبرُ أولاده مصطفى؛ مات شابًّا مدرسًا ببورصا ٩٦٢ هـ، ثم كان يحضر أصلح أولاده