وفي "المصفى" أيضًا في باب الشَّافعي في باب الجنائز: ذكر الشَّيخ الإمام بدر الدِّين الكَرْدَري ﵀، ناقلًا عن شيخه العلامة شمس الأئمَّة الكَرْدَري ﵁: الصلاة في الأصل حق الأولياء؛ لأنهم أقرب النّاس إلى الميت، غير أنّ الإمام والسُّلطان يقدمان لعارض الإمامة والسلطنة؛ لأنّ في التقدم عليهما ازدراء بهما وفيه فساد المسلمين فيصان الدهماء.
قال أبو المحامد محمود الأَفْشَنْجي في "الحقائق شرح المنظومة" في أول المنظومة:
ثم الذي يختص كل واحد … فيه بقول بعد جهد جاهد
الجَهد بالفتح: المشقة، ورجل مجهود؛ أي: ذو مشقة من "المُغْرب"، وجاهد خرج للمبالغة، يقال: شعر شاعر وموت مائت، كالذات إذا كثر فيه وصف يوصف به، فيقال: هو كرم وجود، سمعته من الإمام المحقِّق بدر الدِّين الكَرْدَري، وقال في آخر "الحقائق": تلقفته من أفواه المشايخ وهم كثير وبالتبرك بهم جدير، منهم الشَّيخ الإمام النحرير المبرز على أقرانه بالتقرير بدر الدِّين الكَرْدَري.
* * *
[٤٩٩ - سراج الدِّين القُزَيْنِي (١)]
الشَّيخ الإمام سراج الدِّين محمَّد بن أحمد بن محمَّد بن عبد المجيد القُزَيْنِي.
كان إمامًا كبيرًا تخرج به علماء كثيرون، وكان واعظًا مفسرًا مدققًا، انتهت إليه رئاسة الحنفيَّة في زمانه، وكان مفتيًا.
(١) انظر ترجمته في "تبصير المنتبه" لابن حجر العسقلاني (٣/ ١١٠٦)، و "الجواهر المضية" للقرشي (٣/ ٦٢)، و "الطبقات السنية" للتميمي (الرقم: ١٨٤٥)، و "الفوائد البهية" للكنوي، (ص: ٢٥٨).