للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[٥٦ - القاضي شريح (١)]

أقدمُ التَّابعين وقدوتُهم القاضي شُرَيح بن الحارث الكِنْدي.

كان من سادات التابعين وأعلامهم، وكان من أعلم الناس بالقضاء، استقضاه عمر بن الخطاب على الكوفة، ثم استقضاه عثمان، ثم استقضاه (٢) علي رضي الله تعالى عنهم، ولم يزل عليها بعد ذلك قاضيًا خمسًا وسبعين سنة، ولم يتعطل فيها إلا ثلاث سنين، امتنع فيها (من القضاء) (٣) في فتنة ابن الزُّبير.

واستعفى الحجاج من القضاء فعفاه (٤)، ولم يقض بين اثنين حتى مات، في سنة تسع وسبعين. ويقال: سنة ثمانين، وعاش مئة وعشرين سنة.

[وفي "أدب القضاء" للخصَّاف: عن عمر بن الخطاب أنَّه كتب إلى شريح فقال: إذا جاء شيء في كتاب الله فاقضِ به، ولا يلهينَّك الرجال، ولا يمنعنَّك عن القضاء بحقٍّ حشمة محتشم، فلا (٥) شيء آخر، فإن جاءك شيء ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله ، (فانظر إلى ما اجتمع عليه الناس، لأنّ إجماع الأمة حجَّة، فإن جاءك أمر ليس في كتاب الله ولا في سنة رسوله ) (٦) ولم يتكلم به أحد


(١) انظر ترجمته في "المعارف" لابن قتيبة (ص: ٤٣٣)، و"الاستيعاب" لابن عبد البر (٢/ ٧٠١ - ٧٠٢)، و"أسد الغابة" لابن الأثير (٥٠٣)، و"سير أعلام النبلاء" للذهبي (٤/ ١٠٠ - ١٠٦)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (١/ ٣٢٠ - ٣٢٣).
(٢) زيادة من ع.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: فاستعفاه.
(٥) ساقطة من: ض.
(٦) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>