للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الكتيبة السابعة عشر من كتائب أعلام الأخيار

[٦٦٨ - السيِّد الشريف الجُرْجَاني (١)]

سيد الدهر، وسند العصر، أستاذ البشر، والعقل الحادي عشر، قدوة المحققين، وأسوة المدققين، أفلاطون الإلهي، لقمان الحكمة، أبو علي المنطق، فارابي الفِطنة، صاحب النفس القدسية بالعلم، الرباني المولى الفاضل الكامل أبو الحسن السيِّد الشريف علي الجُرْجَاني الإِسْتِراباذي.

عالم نِحرير، قد حاز قَصَب السَّبْق في التحرير، وفاز بالقِدْح المُعَلَّى في التقرير، فصيح العبارة، دقيق الإشارة، حلو الإيراد، وحسن الإرشاد، لسان الزمان، وسَحبان البيان، بيانه مصباح معضلات المعاني، وبنانه (٢) مفتاح مغلقات المباني، كأنه نباتي في حلاوة لفظه ولطف صنيعه، أو ابن صائغ في سبك كلامه وحسن ترصيعه، صاحب الحل والعقد، وكل الفنون عنده نقد، نظار فارس في البحث والجدل، له زلال ينطق ما فيه من زلل، فَحل لا يجارب، وليث لا يغالب، جمع علمي الشَّريعة والحقيقة، واطلع على حقائق الصوفية ودقائق الطريقة.

ولد في بلدة جرجان في ثمان بقين من شعبان، من شهور سنة أربعين وسبعمئة، فأصبح في برج الشرف برداء المجد ملتحفًا، أنبته الله نباتًا حسنًا، وجعله في أوج العلاء بالسعد مقترنًا، غُذي بالعلم، ثم نشأ بالطلب، فغدا في معاني البلاغة والأدب، وصرف مناه نحو العربية في صباه، ووصل إلى أقصى مداه، حتى قيل: إنَّ هذا النَّبيل علق على "الوافية شرح الكافية":


(١) انظر ترجمته في "الفوائد البهية" للكنوي (ص: ٢١٢ - ٢٢٥)، و"هدية العارفين" للباباني (١/ ٣٨٧)، و"معجم المؤلفين" لكحالة (٧/ ٢١٦)، و"الأعلام" للزركلي (٥/ ٧ - ٨).
(٢) أ: بيانه.

<<  <  ج: ص:  >  >>