قدوة العارفين، أسوة السالكين، صفوة المحققين، الشَّيخ داود بن محمود بن محمَّد القَيْصَري.
العالم الفاضل المولى داود القَيْصَري القراماني، اشتغل واجتهد وبرع في العلوم.
أخذ عن علماء البلاد القرامانية، وبلغ رتبة الفضل والكمال، وفاق على أقرانه في الفروع والأصول، وكان فارس ميدانه في المعقول والمنقول، ثم مال إلى التصوف، فهبَّ له نسيم التوفيق، وساقه سائق العناية ودله على سواء الطريق، وتشرف بخدمة الشَّيخ الإمام جمال الدِّين عبد الرازق القاشاني.
وأخذ عنه علم التصوف وأدب الطريقة، وبلغ عنده رتبتي الكمال والإرشاد، وصنف في علمي الظاهر والباطن، ووضع شرحًا على "فصوص الحكم" للشيخ الأكبر، وسمَّاه "المطلع"، ووضع في أوله مقدمة وجعلها اثنى عشر فصلًا:
(١) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاش كبري زاده (ص: ٨ - ٩)، و"كشف الظنون" لحاجي خليفة (٢/ ١٠٣٨)، و"معجم المؤلفين" لكحالة (٤/ ١٤٢)، و"الأعلام" للزركلي (٢/ ٣٣٥).