للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:
مسار الصفحة الحالية:

الكتيبة الثالثة عشر من كتائب أعلام الأخيار

[٤٩٥ - حميد الدِّين الضَّرير (١)]

الشَّيخ الإمام العلامة، إمام الدنيا في زمانه، نجم العلماء، حميد الدِّين الضَّرير، علي بن محمَّد بن علي الرَّامُشي البُخاري .

كان إمامًا كبيرًا فقيهًا أصوليًّا محدثًا مفسرًا جدليًّا كلاميًّا حافظًا متقنًا، وكان ذا عناية بالمعاني والبيان، وله اليد الطولي في النحو واللغة، وكان زاهدًا ورعًا بارعًا عديم النظير فقيد المثيل، لم تر الأعين في وقته مثله.

انتهت إليه رئاسة العلم بما وراء النهر، قد طبق الأرض صيت جلالته في الدهر، وله الثناء المشهور، والذكر الموفور في الآفاق، وفي بطون الأوراق، يضرب به الأمثال، ويشد إليه الرحال، وله تصانيف مشهورة معتبرة.

أخذ العلوم عن العلماء الكبار، وتفقَّه على شمس الأئمَّة محمَّد بن عبد الستار الكَرْدَري، وقرأ عليه "كتاب الهداية"، وروى عنه عن صاحب "الهداية".

روي أنه رأى جمال الدِّين المحبوبي (٢)، وسمع منه، وروى عنه، يشهد بذلك قول أبي البركات حافظ الدِّين عبد الله النَّسَفِي في "المصفى شرح المنظومة" في باب فتاوى الشَّافعي: سمعت عن الشَّيخ الإمام الأستاذ حميد الدِّين يحكي عن شيخه الإمام الأجَل الزاهد جمال الدِّين المحبوبي أنه قال: كسالى بخارى لا يمنعون عن الصلاة وقت طلوع الشمس؛ لأنَّ الغالب أنهم إذا منعوا عن ذلك وأمروا


(١) انظر ترجمته في "الجواهر المضية" للقرشي (٢/ ٥٩٨)، و "تاج التراجم" لابن قطلوبغا، (ص: ٢١٥ - ٢١٦)، و "الطبقات السنية" للتميمي، (الرقم: ١٥٤٤)، و "الفوائد البهية" للكنوي، (ص: ٢١١)، و "الأعلام للزركلي" (٤/ ٣٣٣).
(٢) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>