للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولقد سبق زمام الكلام في بيداء هذا المقام، بعد تحرير البرهان وتهذيب العنوان، إلى تهذيب باب السُّلطان، وما نُجري إن شاء الله به عنان القلم، في موقف هذا الجناب المعظَّم (١) إلَّا إلى ما يطلق له الشرع، ويجيزه علماء الفرع، والله تعالى موفِّقٌ للصَّواب، ومعينٌ على اكتساب الجزيل من الثَّواب.

* * *

[سلطان كتائب أعلام الأخيار]

لا خفاءَ على من مارس شيئًا من العلم أو خُصَّ بأدنى لمحةٍ من الفهم (٢) أنَّ تعظيم اللهِ تعالى قدرَ نبيِّنا ، وخصوصه إياه بفضائل ومحاسن ومناقب مما لا تضبطه الأفهام، وتفويهه من عظيم قدره مما تكلِّ عنه الألسنة والأقلام، منها ما صرَّح به تعالى في كتابه، ونبَّه على جليل نصابه، وأثنى به عليه من أخلاقه وآدابه، وألطف به في خطابه في محلِّ عتابه، وخاطب لجميع الأنبياء بأسمائهم، وبه بغير أسمائه، وأقسم به بعيشه وحياته وبقائه، وصلى عليه وأمر العباد (٣) على التزامه (٤)، ورمز عليه بالإيماء (٥) والكنايات الدَّالة على تعظيمه وإكرامه.

قال تعالى: ﴿وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ﴾ [الأنبياء: ١٠٧]، ﴿يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا﴾ [الأحزاب: ٤٥] ﴿لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ﴾ [آل عمران: ١٦٤]، ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ﴾ [النساء: ٨٠]، ﴿اللَّهُ


(١) ع: الأعظم.
(٢) ض، أ: فهم
(٣) ع: عباده.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) ع: بالإيمان.

<<  <  ج: ص:  >  >>