وقال الذَّهبي في كتابه المسمى بـ "الميزان": إنّ يوسف بن قزغلي ألَّف "مرآة الزمان"، فتراه يأتي بمناكير الحكايات، وما أظنه بثقة بل يخسف ويجازف، ثم إنه يترفض، وقال في موضع آخر: كان حنبليًّا وتحول حنفيًّا للدنيا، انتهى.
واعلم أن صاحب "مرآة الزمان" قد كان ناقلًا عن من تقدمه في التاريخ ووظيفة الرواية والعهدة على الراوي، ونسبته إلى المجازفة جور عليه، فإنَّ غالب التاريخ لا يشترط فيه الأسانيد الذي لا غبار عليها، على أنّ صلاح الدِّين الصفدي الشَّيخ والحافظ شمس الدِّين الذهبي ومن بعدهما تطفلوا على تاريخه ونقلوا من "مرآة الزمان" شيئًا كثيرًا، فإن لم يكن ثقة فهم ليسوا بثقات. والله أعلم.
* * *
[٥١٠ - إسماعيل ابن المعلم (١)]
الشَّيخ الإمام العلامة إسماعيل بن عُثمان بن عبد الكريم بن تمام بن محمَّد القرشي، رشيد الدِّين، المعروف بابن المعلم.
كان شيخ الحنفيَّة في عصره، انتهت إليه رئاسة المذهب، وهو آخر من تفقَّه على الشَّيخ الإمام جمال الدِّين الحَصِيْري، تفقَّه عليه في أوان صباه، وأخذ عنه مباني العلوم، وقرأ عليه "مختصر الجامع الكبير"، وسمع منه "التحرير"، وهو ابن ثلاث عشرة سنة.
ولد سنة ثلاث وعشرين وستمئة، ومات الحَصِيري سنة ست وثلاثين
(١) انظر ترجمته في "الجواهر المضية" للقرشي (١/ ٤١٨)، و "الدرر الكامنة" لابن حجر العسقلاني (١/ ٤٣٩)، و "المنهل الصافي" لابن تغري بردي (١/ ١٧٢)، و "الطبقات السنية" للتميمي (الرقم: ٥١٢)، و "الفوائد البهية" للكنوي، (ص: ٨٢ - ٨٣).