وحفظ "نظم كتاب المختلف" بعد أن كابد فيه أنواع الكلف، وعدة كتب قلَّما يهتدي لحفظها أبناء عصره، ولم يكد يدرسها أحد من سكان مِصْره، لا سيَّما أصول محمَّد بن الحسن، الكافلة بإبراز كل معنى دقيق ووجه حسن، كـ "الجامعين" و "الزيادات" المفضية بحاملها إلى نيل السعادات.
وأجزته أن يروي عني كلَّ ما قرأ عليَّ وسمع مني، شارطًا عليه أن يحتاط في الرواية، ويتحرز عن التساهل فيما فوق الغاية.
وأنا أروي عن أستاذي شيخ الإسلام علامة الأنام خاتمة المجتهدين علاء المِلَّة والدِّين زين الإسلام والمسلمين أبي الفضل محمَّد بن محمود التَّرْجُماني، والإمام العلامة سلطان المحققين خاتمة الحكماء صاحب علمي المعاني والبيان أستاذ البشر نجم المِلَّة والدِّين المؤيد بن يوسف الصلاحي، تغمدهما الرَّحمن برضوانه وأسكنها بحاح جنانه.
واقترح عليه أن يدعوَ الله لي بالغفران، ولا يسحبَ عليَّ ذيل النِّسيان، وأنا الراجي عفو مولاه، المعوِّل على كرمه في أولاه وأخراه.
* * *
[٥٦٨ - الشَّيخ أده بالي (١)]
الشَّيخ الإمام الزاهد أَدَه بَالِي.
وهو العالم الورع، المفتي في الدِّيار الرُّومية في زمن عُثمان الغازي، جد أعلى السلاطين العثمانية، لا زال سلسلة نظم دولتهم إلى نهاية الزمان.
(١) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاش كبري زاده، (ص: ٦)، "الفوائد البهية" للكنوي (ص: ١٣٢).