للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الجامع الجديد بأَدْرَنة، فأذن المؤذنون، واجتمع الناس بالجامع، وصعد المولى المنبر وبيَّن مذاهبهم الباطلة، وحكم بكفرهم وزندقتهم ووجوب قتلهم، وعظم ثواب من أعان في قتله، ثم أخذه مع أصحابه إلى مصلى المدينة، روي أنّه نفخ النار بنفسه حتى احترقت لحيته، وكان عظيم اللحية، ثم جمع الناس الحطب وأحرقوا الملحد، وقتلوا أصحابه بأثرهم، وأطفؤوا نار الإلحاد.

حكي أنّ المولى المذكور لما مرض مرض الموت عاده المولى الطوسي واستوصاه، فأوصى أن لا (١) يخلي ظهر العوام من عصا الشَّريعة، ولم يتكلَّم غير ذلك، ثم مات ودفن بمدينة أَدْرَنة رحمه الله تعالى.

* * *

[٦٨٦ - محمَّد شاه بن المولى الفَنَاري (٢)]

المولى العالم الفاضل، والعلامة العارف الكامل، منتخب الأعالي، مختار الموالي، محمَّد شاه بن المولى شمس الدِّين الفَنَاري.

كان من أفراد الدَّهر، ووحداء العصر، وكان نظارًا فارسًا في البحث عديم النظير، مفرط الذكاء، غواص على المعاني الدقيقة، حاز قَصَب السَّبْق، وفاز بالقِدْح المُعَلَّى، برع في العلوم، وأبرز في المنقول والمفهوم، وكان مطلعًا على الحقائق، ويشق الشعر في الدقائق، وكان مطلعًا على ما اطلع عليه أبوه من العلوم الغريبة والفنون العجيبة، وكان زائدًا عليه بجودة القريحة والذكاء والفطنة.


(١) ساقطة من: أ.
(٢) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاش كبري زاده (ص: ٢٣، ١٠١)، و"الفوائد البهية" للكنوي (ص: ٣٠١، ٣٠٨)، و"هدية العارفين" للباباني (٢/ ٤٦)، و"الأعلام" للزركلي (٦/ ١١٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>