الشَّيخ العارف الرَّباني، والمرشد الكامل الصَّمداني، جامع علمي الشَّريعة والحقيقة، حافظ السنة، وضابط آداب الطريقة، أستاذ الشيوخ الأكابر، مجمع عيون المشاهدة بالكشف الباهر، الغوث الأكبر، وارث خير البشر، الحاج بيرام الأنقروي، قدس سره.
ولد ﵀ بصُول فَصول، وهي قرية من توابع بلدة أنقرة، مجاورة بنهر معروف بحياة مي، فنشأ بأنقرة، واشتغل بالعلوم الشرعية والعقلية، وفاق على أقرانه، وبلغ رتبة الفضل والكمال.
وصار مدرسًا بمدينة أنقرة، ثم هب له نسيم التوفيق، ودلَّه إلى سواء الطريق، وترك التدريس، وتشرف بصحبة الشَّيخ العارف حميد الدِّين الآقسرايي، وبلغ رتبة الإرشاد، وأجازه وكتب له الإجازة، وكان عارفًا بأطوار السلوك ومنازله ومقاماته، وكان صاحب كرامات عيانية ومعنوية، وكان صحبته مؤثرة في الغاية يلتقط الدرر من كلمه، ويتناثر الجوهر من حكمه، يصدع القلب القاسي خطابه، ويجمع العظام النخرة عتابه، لو استمع له الصخر لانفلق، والكافر الجحود لآمن وصدق.
ووصل ببركة صحبته كثير من الخلق إلى المراتب العالية، أخذ الطريقة والتلقين، عن الشَّيخ حميد الدِّين الآقسرايي، وهو أخذ عن خواجه علي الأَرْدُبِيلي، عن صفي الدِّين الأَرْدْبِيلي، عن إبراهيم الزَّاهد الكيلاني، عن جمال الدِّين النوسري، عن شهاب الدِّين التِّبْرِيْزي، عن ركن الدِّين السِّجَاسي، عن قطب الدِّينِ الأَبْهَري، عن أبي النجيب السُّهْرُوَرْدِي، عن الإمام الشَّيخ أحمد الغزالي، عن أبي بكر النَّسَّاج، عن أبي القاسم الكُرْكاني، عن أبي عُثمان المغربي، عن أبي علي الكاتب، عن أبي