للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولمَّا صليت الصبح (جاء إليَّ واحد، وأتى بالسَّلام من قبل الشَّيخ المذكور، وقال) (١): قال الشَّيخ: الواقعة التي رأيتها اللَّيلة معبرة بأنه ستصير قاضيًا، وبعد رؤية هذه الواقعة ما دخل عليَّ هذا الرجل الذي أتى بالسَّلام من قبل الشَّيخ، فعلمت أنه من قبيل الكشف له، فذهبت إليه بعد أيام وتعبيره لها، فقال: نعم، هو كذلك، فقلت: أنا لا أطلب القضاء، فقال: لا تطلب القضاء، ولكن إذا أعطي بلا طلب منك فلا تردَّه، وكان هذا أحد أسباب قَبولي منصب القضاء.

ذهب إلى الحج سنة إحدى وخمسين وتسعمئة، ولما رجع منه في السنة القابلة مات ببلدة قَيْصَرِيَّة، ودفن عند الشَّيخ إبراهيم القَيْصَري وهو شيخ شيخه، قدس الله أرواحهم.

* * *

[٧٩٢ - الشَّيخ محمود جلبي (٢)]

الشَّيخ العارف بالله، والداعي على طريق الحقِّ إلى الله، بقيَّة المشايخ النَّقشبندية، (ملاذ الجمهور، شفاء الصدور) (٣)، الشَّيخ محمود جلبي، ربيب المولى القِرِيمي. كان مشتغلًا بالعلم الشريف، وكان مهتمًا بتحصيل المعاني في هذا الطريق، فهبَّ له نسيم التوفيق، وأقعده عنه، فرغب في طريقة التَّصوف، ووصل إلى خدمة السيِّد أحمد البُخاري، وحصَّل عنده علم الحقيقة ودقائق الطريقة، ونال المقامات العالية، وحاز الكرامات السامية، وبلغ المنتهى، ووصل إلى الأمد الأقصى، وأكمل الطريقة، وأجازه بالإرشاد.


(١) ع: وإذا واحد من أتباع الشَّيخ أتى إلي بالسلام، ثم قال.
(٢) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاشكبري زاده (ص: ٣١٥).
(٣) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>