كان من نسل الأمير إسفنديار، وكان من جملة الأمراء، وتوطَّن في بلدة بالي كسرى، وقد حضر مدينة أنقرة يومًا للشيخ الحاج بَيْرَام، وتحدَّث معه، ووصف له بلدة بَالِي كِسْرى، ورغَّب الشَّيخ في الذهاب إليه، فقال لطف الله: متى تتوجه إليها؟ قال الشَّيخ الحاج بيرام: إن شئت أتوجه إليها الساعة؛ إذ نحن فقراء ولا قيود لنا، فسافر لطف الله مع الشَّيخ إلى البلدة المزبورة.
وقال أصحاب الشَّيخ في الطريق والشَّيخ يسير قدامهم: إنّ للشيخ همةًّ عظيمة في حقك، ولو جلست في الخلوة الأربعينية لوصلتَ إلى مرادك، وعند ذلك توقَّف الشَّيخ وقال لهم: يصل إلى مراده بنظرة واحدة، فنَزل الشَّيخ لطف الله من فرسه وقبَّل رجل الشَّيخ.
ووصلوا إلى البلدة المذكورة، وبنى الشَّيخ هناك بيتًا وسكن مدة، وقد وصل الشَّيخ لطف الله في خدمة الشَّيخ الحاج بيرام إلى ما وصل من المقامات العلية والحالات البهية، ثم ذهب الشَّيخ إلى مدينة أنقرة، ونصَّب الشَّيخ لطف الله خليفة ببلدة بالي كسرى وسكن هو بها إلى أن مات.
وابنه العالم الفاضل والعامل الكامل المولى بهاء الدِّين بن لطف الله كان قد لبس تاج الشَّيخ الحاج بيرام في صغره، فلم يتركه إلى أن مات.
وكان من العلماء الكبار، مات بمدينة أَدْرَنة، وكان مدرسًا بمدرسة السُّلطان بايزيد خان بأَدْرَنة في سنة خمس وتسعين وثمانمئة.