حكي أن عُثمان الغازي بات ليلة في زاوية الشَّيخ التي بناها للمسافرين، فرأى في منامه قمرًا خرج من جفن الشَّيخ أَدَه بالي ودخل في جفنه، وعند ذلك كأن نبتت من تربته شجرة عظيمة سدت الآفاق أغصانها، وتحتها جبال عظيمة تتفجر منها الأنهار، والناس ينتفعون بتلك الأنهار لأنفسهم ودوابهم ونسائهم، فقص الرؤيا على الشَّيخ فقال: لك البُشرى، نلت مرتبة السلطنة، وينتفع بك وبأولادك المسلمون، وإني زوجتك بنتي هذه، وهي أم السُّلطان أورخان الغازي، تزوجها عُثمان الغازي، وعاش معها سنين كثيرة، ثم ماتت في حياة زوجها بعد وفاة أبيها الشَّيخ أده بالي بثلاثة أشهر، سنة ست وعشرين وسبعمئة.
* * *
[٥٦٩ - ركن الدِّين السَّمَرْقندي (١)]
الشَّيخ الإمام ركن الدِّين السَّمَرْقندي.
وهو تلميذ مظفر الدِّين أحمد بن علي السَّاعاتي صاحب "مجمع البحرين"، قرأ عليه "كتاب مجمع البحرين"، وأخذ عنه عن ابن السبَّاك تاج الدِّين علي بن سنجر، عن القاضي ظهير الدِّين البُخاري صاحب "الفتاوى"، عن الشَّيخ الإمام ظهير الدِّين الحسن بن علي المَرْغِيْنَاني، عن برهان الدِّين الكبير، عن شمس الأئمَّة السَّرَخْسي، عن شمس الأئمَّة الحَلْوَاني، عن أبي علي النَّسَفِي، عن أبي بكر محمَّد بن الفضل، عن الأستاذ عبد الله السُّبَذْمُونِي، عن أبي عبد الله أبي حفص الصَّغير، عن أبيه أبي حفص الكبير، عن محمَّد، عن أبي حنيفة رحمهم الله تعالى.
(١) انظر ترجمته في "وفيات الأعيان" لابن خَلِّكان (٤/ ٢٥٧)، و "سير أعلام النبلاء" للذهبي (٢٢/ ٧٦ - ٧٧)، و "الجواهر المضية" للقرشي (٤/ ٣٩٤)، و "الطبقات السنية" للتميمي (الرقم: ٢٩٧)، و "الفوائد البهية" للكنوي (ص: ٣١٤ - ٣١٥)، و "الأعلام" للزركلي (٧/ ٢٧).