المولى الفاضل المختلف إليه، والإمام الكامل المتفق عليه، أستاذ أعلام زمانه، وحيد وحداء أوانه، فريد قرعاء زمانه، شيخ الإسلام، زين الأنام، السائر تصانيفه في صفحات الأيام، على ممرِّ الشُّهور والأعوام، كمال الدِّين، الشهير بابن الهمام، محمَّد بن عبد الواحد بن عبد الحميد، الإسكندري مولدًا، السيواسي منتسبًا.
لقب والده العلَّامة عبد الواحد بهمام الدِّين، فكان مشتهرًا بابن الهمام، كان والده قاضيًا ببلدة سيواس من بلاد الروم، وكان من بيت القضاء بها، ثم قدم القاهرة، وولي خلافة الحكم بها عن القاضي الحنفي بها، ثم ولي قضاء الحنفيَّة بالإسكندرية، وتزوج بها بنت القاضي المالكي يومئذ، فولد له منها ابن الهمام، في سنة ثمان وثمانين وسبعمئة.
ومدحه الشَّيخ الدَّماميني بقصيدة بليغة، يشهد له فيها بعلوِّ رتبته في العلوم وحسن سيرته في الحكم.
ثم رغب عنها ورجع إلى القاهرة وأقام بها مكبًّا على الاشتغال.
وأخذ العلوم عن أفواه الرِّجال؛ أخذ علم الأدب والفروع أوَّلًا عن أبيه عن علماء بلده، ثم قرأ "الهداية" على قارئ "الهداية" الشَّيخ سراج الدِّين عمر بن علي الكناني.
وبلغ رتبة الفضل والكمال، وكان إمامًا نظَّارًا فارسًا في البحث، إذا حضر في