للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أثرًا من الخواجه عبيد الله، قال: فأتيت الشَّيخ عبد المعطي، فقال: عرفت أنك تعرف الخواجه عبيد الله، قال: وبعد مدة سافرت إلى سمرقند، وذهبت إلى خدمة الخواجه عبيد الله، فلما رآني قال لي: اكتم ما جرى، قال: ثم ذهبت إلى مكة، فوجدت الشَّيخ عبد المعطي اشتهر بين الناس واجتمع عليه جماعة كثيرة، قال: ولما ذهبت إلى خدمته قال لي: شهرت الخواجه عبيد الله عندك، وهو شهرني عند الناس.

* * *

[٧٠٩ - السيِّد يحيى الشَّرْواني (١)]

الشَّيخ العارف بالله، والمتوجه بالكلية إلى الله، قدوة الطائفة الخَلْوَتية، أسوة الشيوخ الكسوتية، فخر العترة الحسينية، بحر المعرفة اليقينية، السيِّد يحيى بن السيِّد بهاء الدِّين الشَّرْواني، قدس سره.

كان أبوه من أهل الثراء، ولد بشماخي مدينة بولاية شروان، ونشأ بها وكان صبيح الوجه، حسن الخصال، صاحب الغنج والدلال، وكان يلعب بالصولجان فرأى ذات ليلة واقعة تغيَّرت بها أحواله، فهب له نسيم التوفيق، والتجأ إلى خدمة الشَّيخ صدر الدِّين الخَلْوَتي، ولازم، خدمته، فكره والده السيِّد بهاء الدِّين ذلك؛ لدخوله خلوة الشَّيخ مع هذا الجمال الذي هو مضرب الأمثال، وأنكر على الشَّيخ صدر الدِّين أيضًا لإذنه له في ذلك، وقد نصح لابنه السيِّد يحيى مرات فلم ينفع، حتى إنّه قصد إهلاك (٢) الشَّيخ صدر الدِّين ولم يتيسر مرامه.

حكي أنّه اتفق في بعض تلك الليالي أنّ السيِّد يحيى لم يحضر الجماعة في


(١) انظر ترجمته في "شذرات الذهب" لابن العماد (٧/ ٣٠٧).
(٢) ع: هلاك.

<<  <  ج: ص:  >  >>