كان من تلامذة السيِّد الشريف الجُرْجَاني، قرأ عليه وعلى علماء عصره في بلاده، واشتغل في العلوم وفاق على أقرانه، وأبرز في المنقول والمفهوم، وكان له مشاركة تامة في الفنون الأدبية والعربية والكلامية والحكمية، حبر فاخر، بحر زاخر.
قرأ كتاب البُخاري على المولى صدر الدِّين الهروي، وأجازه بالحديث، وهو من العلامة التَّفْتَازَانِي، وقرأ عليه المولى الفاضل مصلح الدِّين الشهير بخواجه زاده، وأجازه بالحديث، وقرأ عليه الحديث والتفسير في أثناء السنين الواقعة بين الثلاثين والأربعين.
* * *
[٦٨٥ - خير الدِّين خليل ابن الحاج صفا (١)]
المولى خير الدِّين خليل بن قاسم ابن الحاج صفا، جد المولى طاش كبري زاده.
أتى بلاد الروم في دولة السُّلطان محمَّد بن السُّلطان يلدرم بايزيد خان في أثناء عشر العشرين وثمانمئة، وصار معيدًا لدرس المولى المرحوم محمَّد شاه بن المولى شمس الدِّين الفَنَاري، ثم صار مدرسًا ببعض المدارس، ثم صار مفتيًا في زمن السُّلطان مراد بن السُّلطان محمَّد خان المزبور، وعين له كل يوم ثلاثين درهمًا، وأراد السُّلطان أن يزيد عليها، وقال: حقي في بيت المال ما يقوم بكفايتي ولا يحل الزيادة عليه.
وكان عالمًا متشرعًا متورعًا، ناصر السنة وقامع البدعة، يصدع بالحق، لا يخاف
(١) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاش كبري زاده (ص: ٧٢ - ٧٤)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٧/ ٣٢٤).