للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

[٧٣٠ - ابن الوفا (١)]

الشَّيخ العارف بالله والداعي على طريق اليقين إلى الله، مهبط الأنوار القدسية، مستجمع الكمالات الأنسية، إمام علمي الشَّريعة والطريقة، كاشف غوامض أسرار الحقيقة، قرة عين الأولياء، غرة جبين الأصفياء، صاحب الذوق والوفا، مصلح الدِّين مصطفى، الشهير بابن الوفا.

كان كتب على ظهر كتاب كتبه: هذا من كتب الفقير مصطفى بن أحمد الصدري القُونَوي، المدعو بوفا، أخذ الذكر والتلقين بعد ما بلغ في العلوم الظاهرة مبلغًا عظيمًا عن الشَّيخ مصلح الدِّين المشتهر بإمام الدبَّاغين بمدينة أَدْرَنة، ثم انتقل بأمره إلى خدمة الشَّيخ عبد اللطيف القدسي، وأكمل عنده الطريقة والإرشاد، وكان إمام الدبَّاغين أيضًا من خلفاء الشَّيخ عبد اللطيف القدسي، وكان عارفًا بالله وصفاته، عالمًا بالعلوم الظاهرة، وقد شهد له الشَّيخ عبد اللطيف القدسي وقال: كان الشَّيخ مصلح الدِّين بحرًا من بحار الحقيقة، وكان رجلًا دائم الاستغراق، مهيمًا دائم الفكرة.

يحكى أنّه كان يصلي كل ليلة مئة ركعة، يجدد الوضوء بعد كل ركعتين منها، مات بأدْرَنة، وقبره مشهور يزار ويتبرك به.

كان ابن الوفا جامعًا للعلوم الظاهرة والباطنة، وكانت له يد طولى في العلوم الظاهرة وفروعها وأصولها.

[حكي أنّه كان حنفيًّا المذهب، إلا أنّه كان يجهر بالبسملة في الصلاة الجهرية، ويجلس فيها للاستراحة، فأنكر عليه العلماء بناء على أنّه لا يصح خلط المذهب،


(١) انظر ترجمته في "الشقائق النعمانية" لطاش كبري زاده (ص: ١٤٥ - ١٤٧)، و"شذرات الذهب" لابن العماد (٧/ ٣٥٨).

<<  <  ج: ص:  >  >>