وكان صاحب الكرامات العلية والمقامات السنية، توطن في أوائل أحواله بمدينة بروسا، وكان يبيع الخبز ويحمله على ظهره، وكان النّاس يسارعون إلى اشتراء الخبز تبركًا به، وكان المولى شمس الدِّين الفَنَاري يصاحب ويستفيد منه ويعترف بفضله.
ولما بنى السُّلطان بايزيد خان الجامع الكبير بمدينة بروسا التمس من الشَّيخ أن يكون واعظًا فيه، ولما عقد عدة مجالس للوعظ ورأى إقبال النّاس إليه ارتحل إلى مدينة آقسراي.
ذكر صاحب "الشقائق": نقلًا عن أبيه عن بعض مريديه أنه زرع قطعة أرض لنفسه، وزرع قطعة أخرى للشيخ، وأنبتت أرض المريد، ولم تنبت أرض الشَّيخ أصلًا، فاجتاز بها يومًا، فقال للمريد: أيهما لي؟ فقال المريد مشيرًا إلى زرعه استحياء من الشيخ: هذا لكم، فاغتم الشَّيخ لذلك، فسأل المريد عن سبب الغم، فقال: أنبتت أرضي زرعًا كثيرًا، وما ذاك إلا بذنب عظيم صدر مني.
مات ﵀ بمدينة أقسراي، وقبره هناك مشهور يزار ويتبرك به.
وكان الشَّيخ العارف بالله الحاج بيرام الأنقروي خليفته اتصل بصحبته، وبلغ عنده الكمال ورتبة الإرشاد، ونال ما نال من الكرامات والكمالات.