للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

غير الالتزام بأحكام الشَّريعة نعتقد أنه زنديق، وأن الذي ظهر له مكر واستدراج.

[ورأيت في "جواهر الفتاوى" في الباب الثالث من كتاب أصول الدِّين: ذكر الصَّدر السَّعيد (١) أبو بكر محمَّد بن عبد الرَّشيد الكَرْماني، نقلًا عن الشَّيخ الإمام عطاء ابن حمزة السُّغْدي (٢): سألته أني رأيت في كتب مشايخ العراق أنَّ المشي من العراق إلى مكة في ليلة واحدة ليس من الكرامات في حق الولي، بل هو من المعجزات، ومن اعتقد ذلك فقد كفر، ورأيت في كتب مشايخ خراسان وما وراء النهر أنهم جعلوا ذلك من باب الكرامات، فأي القولين أصح؟ وهل فيه عن المتقدمين نصٌّ؟

قال: ما رأيت نصًّا صريحًا يدل على أحد القولَيْن، غير أن محمَّدًا ذكر أنَّا نؤمن بكرامات الأولياء ولم يفسِّر ذلك.

وفي الفصل الثامن والثلاثين من "العمادية": سُئل أبو عبد الله الزَّعْفَراني عمَّا روي عن إبراهيم بن أدهم: أنهم رأوه بالبصرة يوم التَّروية، ورُئي في ذلك اليوم بمكة، فقال: ابن مقاتل يذهب إلى أنّ من اعتقد جواز ذلك يكفر، وكان يقول: ليس ذلك من الكرامات، وإنما هو من المعجزات، وأما أنا فأستجهله ولا أطلق عليه الكفر، وقال محمَّد بن يوسف المعروف بأبي حنيفة: يكفر.

وفي" فتاوى البَزَّازي ": وعلى هذا ما يحكيه جهلة خُوَارِزْم أنَّ فلانًا كان يصلي سُنة الفجر بخوارزم وفرضه بمكة.

وقد ذكر علماؤنا أنَّ ما هو من المعجزات الكبار، كإحياء الموتى، وقلب العصا حيَّة، وانشقاق القمر، وإشباع الجمع من الطعام القليل، وخروج الماء من بين


(١) أ: الشهيد.
(٢) أ: السفدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>