للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

والمرضيُّ هو الإسلام. (وقال تعالى: ﴿وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا﴾ [سورة المائدة: ٣]، اختَرْتُه لكم من بين الأديان) (١).

فالدِّين أعمُّ من الإسلام، والإسلام: الاستسلام، وهو الإخلاص أيضًا، وهو في الحقيقة جعل كلِّ الأشياء الله تعالى لا شريك له فيها. ولَمَّا كان نوع الإسلام محتاجًا إلى اجتماعٍ مع آخر من بني جنسه في إقامة معاشه والاستعداد لمِعاده، وذلك الاجتماع يجب أن يكون على شكلٍ يحصل به التَّمانع والتَّعاون حتى يحفظ بالتَّمانع ما هو له، ويحصل (٢) بالتَّعاون ما ليس له، فصورة الاجتماع على هذه الهيئة هي الملَّة، والطَّريق الخاصُّ الَّذي يوصل إلى هذه الهيئة هو المنهاج، والشَّرع، والسُّنة، والإتقان على تلك السُّنَّة هو الجماعة، قال سبحانه: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ [المائدة: ٤٨].

ولن يُتَصوَّرَ وَضْعُ الملّة وشَرْع (٣) الشِّرعة إلا بواضعٍ شارعٍ، يكون مخصوصًا من عند الله تعالى بآيات تدلُّ على صدقه، وربما تكون الآية متضمِّنة في نفس الدَّعوى، وربما تكون متأخِّرة، وربما تكون ملازمة.

والشَّريعة ابتدأَتْ من نوحٍ ، قال الله تعالى: ﴿شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا﴾ [الشورى: ١٣]، والحدود والأحكام ابتدأَتْ من آدم، وشيث (٤)، وإدريس ، وخُتِمَتِ الشَّرائع والملِّل والمناهج والسُّنن بأكملِها


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: ويحفظ.
(٣) ع: ووضع.
(٤) أ، ع: شيت.

<<  <  ج: ص:  >  >>