للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومن حيث بيَّنها الله تعالى أو من حيث يَرِدُها الواردونَ المتعطِّشون إلى زُلال نيلِ الكمال شرعًا وشريعةً. والدِّين يضافُ إلى اللهِ وإلى النَّبي وإلى آحاد الأمَّة، والمِلَّة إلى النَّبيِّ وإلى آحاد الأمَّة وكذا الشَّريعة.

وقال السيِّد الشَّريف في "حاشية العضد": اعلم أنَّ الدِّين وضعٌ إلهيٌّ سائقٌ (١) لأولي الألباب باختيارهم المحمود إلى الخير بالذَّات، ويتناول الفروع والأصول، وقد يُخَصُّ بالفروع، والإسلام هو هذا الدِّين المنسوب إلى محمَّد ، المشتمل على العقائد الصَّحيحة والأعمال الصَّالحة، فالإضافة في (دين الإسلام) بيانيَّة. إلى هنا كلام الشَّريف.

اعلم أنَّ الإنسان إذا اعتقد عقدًا أو قال قولًا؛ فإمَّا أنْ يكون مستفيدًا من غيره بأنْ يتفكَّرَ في حقِّه وباطله، وصوابِ القول فيه وخطئِه، ويكون فيه على بصيرةٍ ويقينٍ، أو مستبدًّا (٢) برأيه، فالمستفيد من غيره مسلمٌ مطيعٌ، والدِّين هو الطَّاعة، والتَّسليم هو التَّديُّن، والمستبدُّ برأيه محدثٌ مبتدعٌ، وربَّما يكون المستبدُّ مستنبطًا مما استفاده، على شرط أن يعلم موضع الاستنباط وكيفيَّته، فحينئذ لا يكون مستبدًّا حقيقةً؛ لأنه حصَّل العلم بقوَّة تلك الفائدة.

فالمتديِّنُ هو المسلمُ المطيعُ المقرُّ بما جاء من عند الله إلى رسوله، وبما جاء من عند الرَّسول إليه. والإسلام هو التَّوحيد والتَّدريج بالشَّرع الَّذي جاء به محمَّد .

قال الله تعالى: ﴿إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الْإِسْلَامُ﴾ [آل عمران: ١٩]؛ أي: الدِّين الحقُّ


(١) ض: سابق.
(٢) أ: مستندًا.

<<  <  ج: ص:  >  >>