للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الرشيد، فجاءه الإمام مالك فسأله أبو يوسف عن سجود السهو، فقال مالك: إن كان لنقصان يسجد قبل السلام، وإن كان للزيادة يسجد بعد السلام. فقال له أبو يوسف: ما قولك لو وقع السهو في الزيادة والنقصان جميعًا؟ فسكت مالك، فقال له أبو يوسف: الشَّيخ تارة يخطئ وتارة لا يصيب، فقال مالك: على هذا أدركنا مشايخنا، فظن أنَّ أبا يوسف قال له: الشَّيخ تارة يخطئ وتارة يصيب. كذا في "مبسوط شيخ الإسلام".

وقال سعد نمدبوش (١) أيضًا في آخر الفصل الخامس: روي عن شقيق بن إبراهيم البَلْخِي الزاهد أنّه قال: قرأت "كتاب الصلاة" على (٢) أبي يوسف في مدرسة بسوق القلانسين في مدينة بغداد، وعلى رأسي قَلَنْسُوَة قد بدت القطنة منها، حتى مضى عليَّ ثلاث سنين لم ألبس قَلَنْسُوة جديدة، ولا جُبَّة ولا قميصًا؛ لاشتغالي بقراءة "كتاب الصلاة".

وعن أبي يوسف أنّه قال: كنت أطلب الفقه وأنا مُقِلُّ الحال، فجاء إليَّ أبي وأنا عند الإمام، وأبصرني معه، فقال: يا بني لا تمدد رجلك معه، فإنَّ خبزه مشوي، وأنت تحتاج إلى المعاش، فقعدت عن كثير من الطلب، واخترت طاعة والدي.

فسألني الإمام وتفقدني وقال: ما خلَّفك عنا؟ قلت: طلب المعاش، فلما رجع الناس، وأردت الانصراف دفع إليَّ صرة فيها مئة درهم فقال: أنفق هذا، فإذا تم أعلمني والزم الحلقة، فلما مضت هذه دفع إليّ مئة (٣) أخرى، وكلما ينفد يعطي بلا إعلامي، كأنه يُخْبَر بنفاده، حتى بلغت حاجتي من العلم، أحسن الله مكافأته وغفر له] (٤).

وروي أنّ أبا حنيفة أوصى إليه حين بلغ غاية العلم، فقال له: يا يعقوب، وقِّر السُّلطان، وعظِّم منزلته، وإياك والكذب بين يديه، والدخول عليه في كلِّ وقت، ما لم تدعك حاجة


(١) أ: نمديوس.
(٢) أ: في.
(٣) أ: صرة.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>