للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

علمية، فإنك إذا أكثرت إليه الاختلاف تهاون بك وصغرت منزلتك عنده، فكن كما أنت في النَّار، تنتفع وتتباعد، ولا تدنُ منها، فإنّ السُّلطان لا يرى لأحد ما يرى لنفسه.

وإياك وكثرة الكلام بين يدي السُّلطان، فإنَّه يأخذ عليك ما قلته، ليرى من نفسه بين يدي (١) حاشيته أنّه أعلم منك، وأنه يخطئك، وتصغر في أعين قومه (٢)، ولكن إذا دخلت عليه تعرف قدرك وقدر غيرك، ولا تدخل عليه وعنده من أهل العلم من لا تعرفه، فإنك إن كنت أَدْوَن منه حالًا لعلك ترتفع عليه فيضرك، وإن كنت أعلم منه لعلك (٣) تنحط عنه، فتسقط بذلك من عين السُّلطان.

(وإذا عَرَض عليك شيء من أعماله فلا تقبل منه إلا بعد أن تعلم منه أنَّه يرضاك ويرضي مذهبك في العلم والقضاء، كي لا تحتاج إلى مذهب غيره في الحكومات) (٤)، ولا تواصل أولياء السُّلطان وحاشيته، بل تقرب إليه فقط (٥)، وتباعد عن حاشيته؛ ليكون مجدك وجاهك باقيًا.

ولا تتكلم بين يدي العامة إلا بما (تسأل عنه) (٦)، وإياك والكلام في المسألة والتجارة إلا بما يرجع إلى العلم، كي لا يوقف على حبك ورغبتك في المال، فإنهم يسيئون الظن بك، ويعتقدون ميلك إلى أخذ الرشوة.

ولا تضحك ولا تبتسم بين يدي العامة، ولا تكثر الخروج إلى الأسواق، ولا


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: حاشيته.
(٣) ساقطة من: أ.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) ساقطة من: ع.
(٦) ض: (يسأل منك).

<<  <  ج: ص:  >  >>