للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قيل: لولا أبو يوسف ما ذُكِر أبو حنيفة، ولي القضاء لثلاثة من الخلفاء العبَّاسية: المهدي، والهادي، وهارون الرشيد.

وكان القاضي ببغداد قبل أبي يوسف أبو بكر بن عبد الله بن محمَّد بن أبي ميسرة، فلما مات في خلافة المهدي ببغداد سنة اثنتين وستين ومئة، استقضي أبو يوسف (مكانه، وكان أبو بكر قبل قضائه ببغداد يفتي بالمدينة، كتب إليه المهدي، فقدم بغداد وتولى قضاءها) (١).

وكان أبو يوسف أول من خُوطب بقاضي القضاة، وأول من غيَّر لباس العلماء بهذا الزِّي، وكان إليه تولية القضاء في المشرق والمغرب، وذلك (٢) كله (٣) في خلافة هارون الرشيد.

[حكي أنَّ أبا يوسف حجَّ مع الرَّشيد، فصلَّى الرَّشيد بمكة ركعتين، فلمَّا سلَّم قام أبو يوسف فقال: أتموا يا أهل مكة، فإنا قوم سفر، فقال له رجل من مكة: نحن أفقه منك وأعلم بهذا منك. فقال أبو يوسف: لو كنْتَ فقيهًا ما تكلَّمْتَ في الصلاة.

ورأيت في الباب التاسع من "كتاب الجواهر في الفقه" للشيخ الإمام طاهر، الشهير بسعد نمدبوش (٤) الخُوَارِزْمِي، من تلامذة السيِّد جلال الدِّين الكُرْلاني الخُوَارِزْمِي صاحب "كفاية الهداية"، نقلًا عن "منية المفتي" للإمام الفاضل يوسف بن أبي سعيد السِّجستاني: عن أبي يوسف أنَّه قال: اختلفتُ إلى أبي حنيفة تسعًا وعشرين سنة، ما فاتني صلاة الغداة.

وقال في الباب السادس نقلًا عن "النهاية" أيضًا: إِنَّ أبا يوسف كان مع هارون


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: وهذا.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) أ: نمديوش.

<<  <  ج: ص:  >  >>