مات ﵁ سنة خمسين ومئة، وكان ابن سبع وستين، ولم يكن له من الأولاد إلا حمَّاد.
وقيل: إن الإمام مات مسمومًا، وسببه أن إبراهيم بن عبد الله الحسيني العلوي خرج بالبصرة يدَّعي الخلافة، فبلغ المنصور أن أبا حنيفة والأعمش كتبا إليه مكتوبًا، فكتب المنصور عن لسان إبراهيم إليه، وأرسل إليه، فأخذ الكتاب وقبله، فاتهمه المنصور في ذلك وسقاه السم، فاخضرَّ وجهه ومات، ولم يجدوا في بيته كتابًا إلا المصحف، ولما أحسَّ بالموت سجد، فخرجت نفسه وهو ساجد.
[وروي عن زفر بن هزيل تلميذ الإمام، قال: كان أبو حنيفة يجهر بالكلام أيام إبراهيم الحسيني جهارًا شديدًا، فقلت له: ما أنت بمنْتَهٍ حتى توضع الحبال في أعناقنا، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى جاء كتاب المنصور إلى عيسى بن موسى أمير الكوفة أن أحمله إلينا، فحُمل إلى بغداد خمسة عشر يومًا، ثم سقاه السم.
قال حافظ الدِّين الكَرْدَري: الصَّحيح من الرُّوايات: أنه لم يقبل القضاء حتى انتقل إلى جوار الله تعالى في رجب، وقيل: في شعبان، وفي رواية بشر بن الوليد عن أبي يوسف في النصف من شوال سنة خمسين ومئة] (١).
وله "كتاب الفقه الأكبر" رواه عنه أبو مطيع البَلْخِي، وكان من تلامذته، [وعن محمَّد بن مقاتل قال: سمعت أبا مطيع يقول: رأيت على الإمام قميصًا ورداءً قوَّمتها بأربعمئة درهم، وبعض المتقشفة اختاروا البذاذة في اللباس، وإنه مخالف للنَّص، قال الله تعالى: ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ﴾ [الأعراف: ٣٢].
وفي "الفتاوى الظَّهِيْرِيَّة": وتكره الصلاة في الثِّياب البِذْلَة. وهكذا نقله الكَرْدَري