للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وأما مسعر (١) لما دخل عليه قال: كيف دوابك؟ كيف غلامك؟ فتركوه، وقالوا: إنه مجنون.

وأما الإمام قال: إني رجل بزَّاز وأهل الكوفة يرمونني بالأجر إذا قلدتني؛ لأنهم أشراف لا يرضون أن يكون القاضي بزَّازًا فتركه الخليفة.

وأما شريك قال: غالب حالي النسيان. قال: نطعمك اللُّبان حتى يذهب عنك النِّسيان، قال: لي خِفَّة، قال: أطعمك كل يوم فالوذج السكر (بدهن اللوز) (٢) حتى تذهب عنك الخِفَّة، قال: لا أبالي في الحكم على قريب أو بعيد، فقال الخليفة: أحكم عليَّ وعلى ولدي، فقلَّده القضاء] (٣).

وفي وفاة الإمام روايات كثيرةٌ، وأصحُّها ما روي عن ابن المبارك: أشخص (٤) المنصور الإمام إلى بغداد وطلب منه أن يتولى القضاء، ويخرج القضاة من تحت يده، فأبى واعتلَّ بعللٍ، فحلف المنصور إن لم يقبله يحبسه، فأصر على الإباء، وكان يرسل إليه يهدده (٥) في الحبس إن لم يقبله يضربه، فأبى فأمرَ به يضرب كلَّ يوم عشرة أسواط، فلما تتابع عليه الضرب في تلك الأيام بكى فأكثر البكاء، فلم يلبث إلا يسيرًا حتى انتقل إلى جوار الله في الحبس محبوسًا (٦) مبطونًا، فأخرجت جنازته، وكثر بكاء الناس عليه، ودفن في مقابر الخيزران.


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) أ: استحضر.
(٥) زيادة في ع.
(٦) ساقطة من: ض، أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>