للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فأرسل الوزير المزبور حجة المولى (١) الأستاذ التي (٢) أعطاها للوزير حيدر باشا بيد وكيله إلى كلِّ واحد من الموالي؛ لأن يكتبوا عليها خطًّا على فسادها، وألجأ كلًّا منهم فرادى، والحجة أن يمضي بخطه على تلك الحجة، (فاضطر بعضهم فأمضى) (٣)، وبعضهم قال ما قال، واتَّبع الهوى:

وصحت آيه وصحت علامة … أنّه قد دنا قيام القيامة

ذهبت عصمة الشيوخ وضاعت … حرمة الفضل واعتبار العمامة

فكان النّاس في الإمضاء أصناف، وأكثرهم أخياف، منهم من اعتنف وتعسف، ومنهم من خطف وتزخرف، ومنهم من ساف وتصلف، ومنهم من خاف وتخوف، وما أحسن ما قال شيخ الإسلام المفتي أبو السعود في نظم هذه الأبيات:

نفسي عوت وتجرَّدت عن زيها … وغدت تزيد سفاهة في غيِّها

ولربما زبر الأنامل أسطرا … من غير أن ترضى بما في طيِّها

قد كلَّ ألسنة الورى عن ذكره … فبأيِّها أشكو إليك بأيِّها

ثم غادراه، فنقص من وظيفته ثلاثون درهمًا، وقررها على مئة وعشرين درهمًا، فلم يقبل، ولم يأخذ قط، ثم لم يمكث على هذا حتى عزل الوزير رستم باشا عن الوزارة، فندم على ما فعله، فلا ينفع (٤) الندم (إذا زلَّ القدم) (٥):


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: الذي.
(٣) ع: فبعضهم أمضى.
(٤) ع: ينقطع.
(٥) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>