للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال : وكان كما قال، ثم اشتغل بالعلم حتى وصل إلى خدمة المولى السَّامسوني، وعيَّنه لأهلية التدريس، فلم يقبل التدريس ورغب في خدمة المولى خواجه زاده وذهب إليه حال تدريسه بمدرسة إزنيق، وصار مدرِّسًا فيها بعد قضاء قسطنطينية، وصار في خدمته مدة كثيرة.

ثم استدعاه الوزير محمَّد باشا القراماني لتعليم ولده، فعلمه مدَّة، ثم صار معلِّمًا للسُّلطان، فوافقه ابن السُّلطان بايزيد خان في حياة السُّلطان محمَّد خان، ثم صار مدرِّسًا بمدرسة مرزيفون، ثم صار مدرِّسًا بمدرسة قره حصار، ثم بمدرسة مصطفى باشا بمدينة قسطنطينية، ثم بمدرسة السُّلطان بايزيدخان بمدينة أماسيه، وعين له كل يوم ثمانون درهمًا وفوض إليه أمر الفتوى هناك.

ثم ترك التدريس والفتوى وعين السُّلطان بايزيد خان في أواخر سلطنته كل يوم مئة درهم بطريق التقاعد، ولما جلس السُّلطان سليم خان على سرير السلطنة اشترى له دارًا في جوار مزار أبي أيوب الأنصاري .

(والآن هي وقف وقفها المولى المذكور على كلِّ من يكون مدرِّسًا في مدرسة أبي أيوب الأنصاري (١). فسكن هناك إلى أن توفي سنة خمس وثلاثين وتسعمئة، وقد تنيف من العمر على تسعين.

وكان مجردًا لم يتأهل مدة عمره، وقصد أن يزوجه أبوه بالتماس بعض من توابعه، فوجدوا بنتًا من بنات الصلحاء، فأبرم عليه والده لنكاحها فأجاب لذلك رعاية لخاطر والده، ثم إنّ والده رجع عن هذا الإبرام، فسئل عن ذلك، فقال: رأيت رسول الله في المنام، فقال لي: أعطاك الله تعالى ولدًا مثل إبراهيم، أما رضيت بهذا وطلبت له ولدًا.


(١) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>