للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

الحرير، وهذا إذن بطريق الدلالة، فقال له (١) السُّلطان: ليس أمور السلطنة وظيفتك، قال (٢): إنه من أمور الآخرة، وإن التعرض لها من وظيفتي، ثم فارقه المولى المذكور، ولم يسلِّم عليه.

فحصل للسلطان سليم خان حدَّة عظيمة حتى وقف على فرسه زمانًا كثيرًا، والناس واقفون قدامه وخلفه متحيرين في ذلك الأمر، ثم إنّ السُّلطان سليم خان لما وصل إلى منزله عفا عن الكل، ولما وصل إلى أَدْرَنة أرسل إليه أمرًا، وقال: إني تحققت أنك تتكلم بالحق، وأعطيتك قضاء العسكر، وجمعت بك الطرفين، فلم يقبل.

فكتب في جوابه: وصل إليّ كتابك سلَّمك الله تعالى وأبقاك، وأمرتني بالقضاء، وإني ممتثل أمرك، إلا أنّ لي مع الله عهدًا أن لا يصدر مني لفظة: حكمت، فأحبه السُّلطان محبة عظيمة، وأرسل إليه خمسمئة دينار فقبله.

قرأ المولى المذكور في صغره على المولى حمزة القراماني، وحفظ عنده "مختصر الإمام القُدُوري"، و"منظومة الإمام النَّسفي"، ثم أتى بلدة قسطنطينية، وقرأ على المولى خُسْرَو، ثم أرسله المولى خُسْرَو إلى المولى مصلح الدِّين بن حسام، وعلل في ذلك، وقال: إني مشتغل بالفتوى، والمولى مصلح الدِّين يهتم لتحصيلك أكثر مني.

فذهب إليه وهو مدرِّس بسلطانية بروسا، فقرأ عنده العلوم العقلية والشرعية، ثم صار معيدًا لدرسه، ثم زوَّجه المولى مصلح الدِّين بنته، وحصل للمولى علي الجمالي منها أولاد، ثم أعطاه السُّلطان محمَّد خان المدرسة الحجرية (بمدينة


(١) ساقطة من: ض، أ.
(٢) زائدة في أ: تحققت.

<<  <  ج: ص:  >  >>