للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فمال السُّلطان محمَّد خان إلى رأيه، فجعل المولى القسطلاني قاضي عسكر روم إيلي، وجعل المولى مصطفى بن الحاج حسن قاضيًا بالعسكر بآناطولي.

وكان هو وقتئذ قاضيًا بقسطنطينية، فلم يقبل المولى القسطلاني، ولم يرضَ بالمشاركة، وأرسل إليه الوزير أن يلين قلبه، فلم يُفد (١)، ثم قال الوزير: إني أذهب إليه بنفسي، فنصحوا للمولى القسطلاني، وقالوا: إنّه إذا جاء إليك يرضيك ألبتة، فإنك (٢) لا تأمن بعد ذلك من شره، فذهب إليه الوزير وأرضاه بالكلام كما قالوا.

قيل: إنَّ المولى محمَّد بن الحاج حسن عهد إلى الوزير أن يخبره بكل ما يتكلَّم المولى القسطلاني عند السُّلطان في حقِّ ذلك الوزير. قال صاحب "الشقائق": حلف بالطلاق أن يخبره، وهو بعيد من الرجل العالم.

وبعد مدة قليلة مات السُّلطان محمَّد خان، وجلس السُّلطان بايزيد خان على سرير (٣) السلطنة، فعزل المولى القسطلاني، عن قضاء العسكر، وعيَّن له كل يوم مئة درهم، ونصب مكانه المرحوم إبراهيم باشا بن خليل باشا.

وكان المولى القسطلاني لكثرة اشتغاله للدرس والقضاء لم يتفرغ للتصنيف، ولو لم يكن كذلك لكان له آثار عجيبة.

ومن تصانيفه "حواش على شرح العقائد"، و"حواش على المقدمات الأربع"، وله رسالة فيها سبعة إشكالات على "المواقف"، وله "لطائف الإشارات".

ذكر المولى تاج الدِّين إبراهيم - الشَّهير برجه (٤) وكان مفتيًا بحلب وكَفَه، ومات


(١) أ: يقدر.
(٢) أ: ولكن.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: بخواجه.

<<  <  ج: ص:  >  >>