متقاعدًا بمدينة بروسا فيما بين السبعين والثمانين وتسعمئة - في حاشيته التي علقها على شرح الزَّنجاني للعلامة التَّفْتَازَانِي: الحرف صوت معتمد على مقطع محقق أو مقدَّر، ويختص بالإنسان وضعًا، وعرَّفه ابن سينا بأنه هيئة عارضة للصوت، بها يمتاز صوت عن صوت آخر يماثله في الحدَّة والثقل تمييزًا في المسموع، والصوت قيل: ماهية وإنيَّة غنيتان عن البيان، وبعضهم عرَّفوه؛ منهم من قال: إنّه جسم خاص من الأجسام، ومنهم من قال: إنّه اصطكاك أجسام صلبية، ومنهم من قال: القرع أو القطع، ومنهم من: قال تموج الهواء، والكل منظور فيه؛ إذ لا شيء منها بمسموع، وكل صوت مسموع.
وذكر الجَعْبَري: الصوت هواء متموج من تصادم جسمين، وفيه نظر، وقال الحكماء: هو كيفية تحدث في الهواء بسبب تموج ذلك الهواء، الذي هو صدم بعد صدم، وسكون بعد سكون، بسبب القرع الذي هو الإمساك بعنف، أو القلع الذي هو الانفصال بعنف، بشرط مقاومة المقروع للقارع والمقلوع للقالع.
وقول الفاضل القسطلاني في "لطائف الإشارات": إنّ الصوت هو الحاصل من دفع الرئة الهواء المحتبس بالقوة الدافعة، فيتموج قيصوم الهواء الساكن، فيحدث الصوت من قرع الهواء المندفع عن الرئة، تعريف الصوت الخارج من الفم على رأي الحكماء، والذي عليه أهل الحق: أنّ الصوت كيفية تحدث بمحض خلق الله من غير تموج الهواء والقرع والقلع كسائر الحوادث.
ومن تلامذته المولى الفاضل العلامة شمس الدِّين أحمد بن سليمان بن كمال باشا، والشَّيخ العارف بالله محمَّد بن المولى بهاء الدِّين والشَّيخ جمال خليفة.
يحكي صاحب "الشقائق" عن والده، عن المولى قاضي زاده قاسم المدرِّس