للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

شمول في الفنون الغريبة والمعارف العجيبة ومشاركة تامة في العلوم كلِّها (١) الإلهي والرياضي والطبيعي وغير ذلك.

ثم صار مدرِّسًا بقصبة مُدُرْني، ثم انتقل إلى مدرسة دِيمَتُوقَه، ثم لمَّا بنى السُّلطان محمَّد خان المدارس الثمان أعطاه واحدة منها، وكان لا يفتر عن الدَّرس أصلًا، وكان يذكر كلَّ يوم دروسًا، كلَّ درسٍ منها بتحقيق المسائل وتدقيق الدلائل، مع كشف المشكلات وحل المعضلات، (يقرِّر غير متلعثم في الكلام، وتحرير غير مستبهم في المرام، بل كان كالسيل ينحدر، أو البرق إذا سرى) (٢).

حكي أنّه كان يدَّعي أن لو أعطي المدارس الثَّمان كلها يقدر أن يدرس فيها كلَّ يوم منها ثلاث دروس.

استقضي (بكلٍّ من البلاد، وهي مدينة) (٣) بروسا وأَدْرَنة وقسطنطينية بعد المولى خواجه زاده، وكان هو قاضيًا بمدينة قسطنطينية بعد المولى خسرو، وهو بعد المولى خضر بك، وهو أول قاضٍ بها كما تقدم ذكره.

ثم جعله السُّلطان محمَّد خان قاضيًا بالعسكر المنصور في أواخر سلطنته، وكان قاضي العسكر إلى ذلك الزَّمان واحدًا، وكان الوزير وقتئذ محمَّد باشا القراماني، فخاف من المولى القسطلاني؛ لأنّه كان لا يداري الناس، ويتكلَّم بالحقِّ على كلِّ حال، فعرض على السُّلطان محمَّد خان، وقال: إنَّ الوزراء أيَّدهم الله تعالى قالوا: لو كان قاضي العسكر اثنين أحدهما في روم إيلي والآخر في آناطولي يكون أسهل في إتمام مصالح المسلمين، ويكون زينة للديوان العالي.


(١) ساقطة من: أ، ض.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ع: بمدينة.

<<  <  ج: ص:  >  >>