للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قال: فلما دخلت عليه وقبَّلت يده أوصاني بالاشتغال بالعلم، وقال: إني لا أغفل عنك، فاشتغلت بتلك المدرسة، وسقطت لحيتي من كثرة الاشتغال، حتى اتهمني بعض أعدائي بمرض هائل، فكتبت هناك أجوبة عن اعتراضات الشَّيخ أكمل الدين في "شرحه للهداية"، ثم أعطاني إحدى المدارس الثمان التي بناها، (فذهب هو إلى الغزاة) (١).

ووقع في قسطنطينية طاعون عظيم، فخرجت بأولادي إلى بعض القرى، وكنت ألازم منها إلى قسطنطينية، وأدرِّس كلَّ يوم من الأيام المعتادة (٢) من أربعة كتب مع اهتمام عظيم (٣)، بحيث لا يمكن المزيد عليه.

ولما رجع السُّلطان محمَّد من الغزاة استقبلته (٤)، فلما رآني قال: ادن مني، فدونت منه، قال: سمعت أنك تسكن بعضًا من القرى وأنت تلازم الدَّرس في أربعة من الكتب، وقد أدَّيْتَ ما عليك، وبقي ما عليَّ، وأهدى إلى كلٍّ من علماء البلد أسيرًا وأهدى إليَّ أسيرين.

وكان حليمًا صبورًا، لا يرى منه الغضب.

جعله السُّلطان محمَّد خان قاضيًا بمدينة قسطنطينية في السَّنة التي توفي فيها مكان المولى الفاضل محمَّد بن مصطفى بن الحاج حسن، وكان قد جعله قاضيًا بالعسكر المنصور بآناطولي، كان قاضي العسكر في ذلك الوقت واحدًا، وسيجيئ سببه، وكان المولى ابن الحاج حسن قاضيًا بقسطنطينية بعد المولى القسطلاني، وهو


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: المعدودة.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ع: استقبله.

<<  <  ج: ص:  >  >>