للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفروعًا، وكان ماهرًا في (الفنون العقلية) (١)، وكان لجميعها جموعًا، وافر الفضل، سليم العقل، دائم، الذكر مصيب الفكر، إذا حضر في مجلس كان هو المشار إليه، وإذا وقع المشكل كان هو المعوَّل عليه، وعليه ترد الفتاوى من أقطار الأرض، وإليه ترد بعضها على بعض، وكان من محاسن الزَمان في العلم والفتوى، قلَّ أن ترى العيون مثله في الورع والتَّقوى.

قرأ أوَّلًا على أبيه المولى أفضل الدِّين مباني العلوم، وكان المولى أفضل الدِّين أيضًا عالمًا عاملًا صالحًا عابدًا زاهدًا ورعًا قانعًا صبورًا، وقرأ أيضًا على علماء عصره واشتغل واجتهد وحصَّل الفنون.

ثم وصل إلى خدمة المولى يكان، فأخذ عنه وقرأه عليه، ثم صار مدرِّسًا بمدرسة السُّلطان مراد خان الغازي بمدينة بروسا، وعزل منها في أوائل سلطنة السُّلطان محمَّد خان، وأتى هو إلى مدينة قسطنطينية.

وبينما هو يمر (٢) في بعض طرقها إذ لقي السُّلطان محمَّد خان (٣) وهو ماشٍ مع عدة غلمانه، وكان من عادته ذلك، يروى عنه أنّه قال: فعرفت ونزلت عن فرسي ووقفت، فسلم عليَّ، وقال: أنت ابن أفضل الدِّين، فقلت: نعم، ثم قال يوم العرض للوزراء: أجاء ابن أفضل الدين؟ قالوا: نعم، قال: أعطيته مدرسة والدي السُّلطان مراد خان بمدينة بروسا، وعين (٤) له كل يوم خمسين درهمًا وطعامًا يكفيه من مطبخ عمارته.


(١) ض: الفتوى العقلية؛ ع الفتوى.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ساقطة من: ع.
(٤) ض، أ: وعينت.

<<  <  ج: ص:  >  >>