للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

(وأشرفهم منزلة) (١)، وأقدمهم صحبة، ابن عمِّ رسول الله وصهره وأخوه، زوَّجه ابنته، وجعله لها بعلًا باختياره لها، أبو سِبْطيه سيدَيْ شباب أهل الجنَّة، وأفضل هذه الأمة.

فركب جدِّي منه ما تعلمون، وركبتم منه ما لا تجهلون، حتى انتظمت لجدِّي الأمور، فلمَّا جاء القدر المحتوم، واخترمته أيدي الهموم، بقي مرتهنًا بعمله، فريدًا في قبره، ووجدَ ما قدَّمَتْ يداه، ورأى ما ارتكبه واعتداه.

ثم انتقلت الخلافة إلى يزيد أبي (٢)، فتقلَّد أمركم لهواء كان فيه، ولقد كان أبي يزيد بسوء فعله وإسرافه على نفسه غير خليق بالخلافة على أمَّة محمَّد ، فركب هواه، واستحسن خطأه، وأقدم على ما أقدم من جرأته على الله، وبغيه على من استحلَّ حرمته من أولاد (٣) رسول الله فقلَّت مدَّته، وانقطع أثره، ضاجع عمله، وصار حليف حفرته، رهين خطيئته، (وبقيت أوزاره وتبعاته) (٤)، وحصل على ما قدَّم، وندم حيث لا ينفعه الندم، (وشغلنا الحزن له عن الحزن عليه) (٥)، فليت شعري ماذا قال وماذا قيل له، (هل عوقب بإساءته، وجوزي بعمله، وذلك ظنّي) (٦)، ثم اختنقته العبرة فبكى طويلًا.

ثم قال: وصرت أنا ثالث القوم، والسَّاخط عليَّ أكثر من الراضي، وما


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: (لأبي يزيد).
(٣) ساقطة من: أ.
(٤) ساقطة من: ع.
(٥) ساقطة من: ع.
(٦) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>