للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وفي الدرس الثاني قرَّر ذلك الرجل اعتراضًا، فأجبت عنه، فقبل المولى جوابي، ثم أورد اعتراضًا ثانيًا، فأجبت عنه أيضًا، فقبل المولى جوابي هذا أيضًا، ثم أورد اعتراضًا ثالثًا فأجبت عنه، ولم يقبل المولى جوابي، وبعد قراءة سطرين من الحاشية استعاد المولى جوابي الثالث، فأعدته، فحكم بصحته، وقال: هذا الكلام من الشريف يؤيد ما ذكرته من الجواب فقمنا من المجلس.

حكي أن الوزير المزبور المتعصب (١) للمولى خواجه زاده (أعني محمَّد باشا القراماني، كان يريد كسر عرض المولى خواجه زاده) (٢)، فحرض المولى خطيب زاده حتى طلب المباحثة مع المولى خواجه زاده، فجاء المولي خواجه زاده من بلدة إزنيق إلى قسطنطينية، فذهب إلى الوزير راكبًا على بغلته وتلامذته يمشون قدَّامه، منهم المولى سراج الدِّين، والمولى بهاء الدِّين، وكانا مدرِّسين في ذلك الزَّمان بالمدارس الثمان، والمولى مصلح الدِّين اليارحصاري، وكان مدرِّسًا بمدرسة مراد باشا بمدينة قسطنطينية، فلما رآه الوزير بهذه الأُبِّهة والجلالة تحيَّر واستقبله إلى بابه وأجلسه مكانه وجلس هو قدامه، والتلامذة قائمون على أقدامهم، فتحدث معه ساعة، وقال: إنّ ابن الخطيب يباحث أولًا مع تلامذتي فإن غلب عليهم يباحثني.

ثم قام المولى خواجه زاده فشايعه الوزير إلى خارج الباب، وأخذ هؤلاء الأكابر بركابه، ومشوا قدامه إلى بيته وتأوَّه الوزير وقال: ما قدرنا على كسر عرضه، وما علمت أنَّ عزته بالعلم لا بالمنصب.

ثم إنَّ الوزير أسمع المولى خطيب زاده كلام المولى خواجه زاده، فاتهمه بالإفحام من المباحثة، فلما سمعه المولى خواجه زاده أرسل خادمًا إلى إزنيق ليجيء


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ساقطة من: أ.

<<  <  ج: ص:  >  >>