للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

روي أنّه لما أتى الشَّيخ ابن الوفا حكى الشَّيخ ولي الدِّين القصة عليه، وقال: لكني قبلت يده ولم يغسلها، فلما رأى الشَّيخ ابن الوفا فيه البهجة والسرور من هذه الجهة قال: كيف يغسلها وقد وجب قطعها، روي عن الشَّيخ ولي الدِّين أنّه قال: لم يفتح لي باب التصوف إلا بهذه الحكمة.

وحكي أنّه سئل يومًا عن قول ابن العربي في حق فرعون: إنّه مات طاهرًا مطهَّرًا، أجاب بأنه ليته كان يشهد لي بمثل هذا رجلان من المؤمنين، وسئل يومًا عن قول المنصور: (أنا الحق) (١)، فقال: كيف يعمل ولم يسوغ لنفسه أن يقول: أنا الباطل.

وحكي أنّ السُّلطان بايزيد خان لما أراد أن يزوج ابنته لواحد من أمرائه التمس أن يكون عقد النكاح عند حضرة الشَّيخ ابن الوفا تبركًا به، وأرسل إليه أربعين ألف درهم فلم يقبل، وقال: إنّ الشَّيخ محمَّد القوجوي معزَّز ونفسه مبارك، احملوه إليه، فعقدوا النكاح بين يديه.

وسمعت هذه الحكاية من أقرباء الشَّيخ محيي الدِّين القوجوي، وقال: أرسل السُّلطان بايزيد وزراءه إلى الشَّيخ ابن الوفا لمصلحة هذا النكاح يومًا، وكان يوم عرفة فجاء الوزراء إلى بابه وهو مراقب في المسجد، فدخلوا عليه وقعدوا خلفه، ومكثوا زمانًا، فلم يقدروا عرض مرادهم إليه (٢) لجلالة شأنه، ثم بعد زمان جاء رجل من مريديه فعرضوا عليه فأقدم هو، وعرض، ثم إنّ الشَّيخ ابن الوفا نظر إليهم نظر المغضب، وقال: هذا الوقت المبارك وقت من أوقاتي لا أرضى أن أضيع هذا لذلك، احملوه إلى الشَّيخ محمَّد الفوجوي، وهو صالح، نفسه مبارك.


(١) ساقطة من: أ.
(٢) ع: عليه.

<<  <  ج: ص:  >  >>