للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فجاء الوزراء إلى مسجده، وأرسلوه المبلغ فوصل، ودق بابه (١) في محل كانت زوجته تطيل لسانها عليه هذا يوم عرفة وغد يوم العيد وأبناء المسلمين وبناتهم (٢) يلبسون الثياب الجديدة، ويتعيشون، وأنت مقلٌّ معدم فقير تارك، قاعد في بيتك لا تلازم أبواب الأكابر ولا تعرض احتياجك وحوائجك، فمن يقوم بمهماتك، وعلى هذا كانت تتكلم وتكثر في الطعن والإيذاء، وكان الشَّيخ القوجوي يقعد ويراقب في بيته إذ دقَّ الباب، فقال الشَّيخ محيي الدِّين لزوجته: قومي وخذي الجيف الحاضرة في الباب واصر في مصارف بناتك تتعيشوا في الغد إن شاء الله تعالى، فقامت الزوجة، وجاءت الباب، فإذا هي بالمبلغ المزبورة فأخذتها.

قال لي هذا الحاكي: وقسم الشَّيخ محيي الدِّين القوجوي المبلغ المزبور (٣) ثلاثة أقسام، وأعطى قسميه لزوجته لحوائج بنتيه، وقسم ثالث صرف لبناء مسجد في محلته هذه، وكانت له بنتان.

حكي أنّ السُّلطان محمَّد خان قصد أن يجتمع معه ولم يرضَ بذلك، وقصد السُّلطان بايزيد خان أيضًا للاجتماع معه ولم يرضَ بذلك أيضًا، ولما مات حضر السُّلطان بايزيد جنازته، فأمر بكشف وجهه لينظر إلى وجهه المبارك اشتياقًا لرؤيته فقالوا: إنّه غير مشروع، فأصرَّ على ذلك، وكشف عن وجهه ونظر إليه.

ومناقبه أكثر من أن تحصى، سافر للحج من طريق البحر، فأخذته النصارى وحبسوه في قلعة رودس، واشتراه منهم الأمير إبراهيم بك بن قرمان، ثم توطن مدينة


(١) أ: الباب.
(٢) ساقطة من: ع.
(٣) ع: المذكور.

<<  <  ج: ص:  >  >>