للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

فجمع المولى الكُوْرَاني علماء قسطنطينية في الجامع وهو مفتٍ بها ليحضروا الشَّيخ ابن الوفا ويمنعوه عن العمل بخلاف المذهب.

فاجتمعوا وكانوا ينتظرون الباشا سنان، فلما حضر هو، قال: ما الداعي إلى هذا الجمع؟ فبيَّن المولى الكُوْراني سببه، فقال هو: إذا حضر الرجل وقال: إني اجتهدت في هذه المسألة فأدى اجتهادي إلى الجهر بالبسملة أحضروا له الجواب.

وقال له المولى الكُوْرَاني: أمجتهد هو؟ قال: نعم، يعلم تفسير القرآن بالبطون السبعة، ويحفظ من السنة الصحاح الستة، وهو عارف بشرائط الاجتهاد من القواعد الأصولية. قال المولى الكُوْرَاني: أنت تشهد بهذا؟ قال: نعم. قال للحاضرين: قوموا، فمن كان له مثل هذا الشاهد لا ينبغي أن يعارض له.

وكان عالمًا بعلم الوفاق، وظهرت ببركته تصرفات عظيمة، وكانت له معرفة تامة بعلم الموسيقى، وكانت له بلاغة عظيمة في التعبير والإنشاء، وكان يخطب يوم الجمعة ويقرأ خطبًا بليغة، وكان يغلب على ظاهره الجلال، ومع ذلك كانت صحبته معاللطف والجمال، وكانت كلماته تشتمل على الحكم] (١).

حكي أنّ الشَّيخ مصلح الدِّين القُوجَوِي لما قدم قسطنطينية أرسل إليه الشَّيخ ابن الوفاء من عنده من المريدين ليتبركوا بزيارته، فذهبوا إليه وقبَّلوا يده، وكان من عادة الشَّيخ المذكور (إذا قبَّل أحد يده كان يغسل يده، وكان من جملة المريدين المذكورين الشَّيخ ولي الدِّين، فلما قبَّل هو يد الشَّيخ المذكور) (٢) ولم يغسل يده، حصل للشَّيخ ولي الدِّين من هذه الجهة غرور عظيم.


(١) ساقطة من: ض، ع.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>