للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ولما دخل السُّلطان محمَّد القلعة نظر إلى جانبه، فإذا ابن ولي الدِّين، فقال: هذا ما أخبر به الشيخ، وقال: ما فرحت بهذا الفتح وإنّما فرحي من وجود مثل هذا الرجل في زماني، ثم بعد يوم جاء السُّلطان محمَّد خان إلى خيمة الشَّيخ، فوجده مضطجعًا فلم يقم له، وقبَّل السُّلطان محمَّد خان يده، وقال: جئتك لحاجة، قال: أن أدخل الخلوة عندك أيامًا، قال الشَّيخ: لا، فأبرم عليه مرارًا، وهو يقول: لا، فغضب السُّلطان، فقال: إنّ واحدًا من الأتراك يجيئ إليك وتدخله الخلوة لحظة واحدة، فقال له (١) الشَّيخ: إنك إذا دخلت الخلوة تجد لذة هناك فتسقط السلطنة عن عينك ويختل أمورها، فيمقت الله إيانا، والغرض من الخلوة تحصيل العدالة، فعليك أن تفعل كذا وكذا، وذكر له ما لا بد له من النصائح.

ثم أرسل ألفي دينار ولم يقبل، ولما خرج السُّلطان محمَّد خان قال لابن ولي الدِّين: ما قام الشَّيخ لي، وأظهر التأثر، قال ابن ولي الدِّين: إنّه شاهد فيكم الغرور بسبب هذا الفتح الذي لم (٢) يتيسَّر للسَّلاطين العظام، وإن الشَّيخ مُربٍّ فأراد أن يدفع عنكم الغرور.

ثم إنّ السُّلطان محمَّد خان التمس من الشَّيخ آق شمس الدِّين أن يعين له موضع قبر أبي أيوب الأنصاري ، وكان يروى في كتب التواريخ أنّ قبره بموضع قريب من سور قسطنطينية، فجاء الشَّيخ إلى الموضع المشهور في هذا الآن، وقال: إني أشاهد في هذا الموضع نورًا، ولعل قبره هناك، فجاء موضع القبر فتوجه زمانًا، ثم قال: إني التقيت مع روحه وهنأني بهذا الفتح، وقال: شكر الله سعيكم حتى خلصتموني من ظلمة أهل الكفر، فأخبر السُّلطان بذلك، وجاء السُّلطان إلى ذلك


(١) ساقطة من: أ، ض.
(٢) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>