للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

ومن أعزة أصحابه وخلفائه العارف بالله عبد الرَّحيم الشَّهير بابن المصري، والعارف بالله الشَّيخ إبراهيم بن حسين السيواسي مولدًا القَيْصَري مرقدًا، والعارف بالله حمزة الشهير بالشَّيخ الشَّامي، وابن العطَّار الشَّيخ مصلح الدين، ومن نجباء أولاده الشَّيخ سعد الله، والشَّيخ فضل الله، والشَّيخ أمر الله، والشَّيخ العارف (حمد الله) (١)، المشتهر بحمدي، جلبي، صاحب النظم باللغة التركية في يوسف .

حكي أنّ السُّلطان أبو الفتح محمَّد خان بن السُّلطان مراد خان لما أراد فتح قسطنطينية دعاه للجهاد، ودعا أيضًا الشَّيخ آق بق، وأرسل إليهما المرحوم أحمد باشا بن ولي الدِّين للتوجه إلى فتح قسطنطينية، وكان الشَّيخ آق بق رجلًا مجذوبًا لم يحصل منه شيء، وأما الشَّيخ آق شمس الدِّين فإنّه قال: سيدخل المسلمون القلعة من الموضع الفلاني في اليوم الفلاني وقت الضحوة الكبرى وأنت تكون حينئذ عند السُّلطان محمَّد خان.

قال صاحب "الشقائق": حكى لي بعض أولاده أنّه جاء ذلك الوقت ولم تنفتح القلعة، فحصل لنا خوف عظيم من جهة السُّلطان، فذهبت إليه وهو في خيمته، وواحد من خدامه واقف على الباب ومنعني عن الدخول؛ لأنه أوصاه (٢) أن لا يدخل عليه أحد، فرفعت أطناب (٣) الخيمة ونظرت، فإذا هو ساجد على التراب ورأسه مكشوف ويتضرع ويبكي، فما رفعت رأسي إلا قام وكبّر، فقال: الحمد لله منحنا الله تعالى بفتح القلعة.

قال: فنظرت إلى جانب القلعة فإذا العسكر قد دخلوا بأجمعهم، ففتح الله تعالى ببركة دعائه، وكانت دعوته تخترق السبع الطباق، ثم تفتر، وتملأ ببركتها الآفاق.


(١) ع: بالله.
(٢) ع: أولاه.
(٣) ض: طناب.

<<  <  ج: ص:  >  >>