للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

من الطعام حصة للكلاب، ولم يلتفت الحاج بيرام إلى آق شمس الدِّين، ولم يدعه إلى الطعام معهم، فقعد الشَّيخ آق شمس الدِّين مع الكلاب، واشتغل بالأكل معهم، وعند ذلك ناداه الحاج بيرام، وقال: يا كوسج ادنُ مني وقد أخذت قلبي.

فاشتغل عنده وحصَّل طريقة الصوفية، ونال ما نال من الكرامات العليَّة والمقامات السنية، ومناقبه أكثر من أن تحصى.

وكان الشَّيخ آق شمس الدِّين طبيبًا للأبدان أيضًا، وله في الطِّب الظَّاهر تصانيف، وكان يعالج أبدان الواردين كما يعالج أرواحهم، يقال: إنَّ العشب تناديه وتقول: أنا شفاء من المرض الفلاني.

حكي أنّ سليمان جلبي بن الوزير خليل باشا كان قاضيًا بالعسكر في زمن السُّلطان مرادخان، وقد مرض بمدينة أَدْرَنة، في وزارة والده خليل باشا، وكان الشَّيخ آق شمس الدِّين في هذا الأوان بمدينة أَدْرَنة، وقد دعا الوزير المذكور الشَّيخ لأن يدعو ويعالج لولده.

حكي أن الشَّيخ عبد الرَّحيم الشَّهير بابن المصري من خلفاء الشَّيخ المذكور أنّه قال: ذهبت مع الشَّيخ المذكور إلى المريض المذكور، فدخلنا عليه فإذا عنده أطباء السُّلطان حول المريض يحضرون الأدوية للعلاج، فقال الشَّيخ للأطباء: أي مرض هذا؟ قالوا: المرض الفلاني، قال الشَّيخ: عالجوه بدواء السِّرسام، فأنكر عليه الأطباء، وخرجوا من عند المريض.

وأخذ الشَّيخ بدواة وكتب أسامي الأدوية فأحضروها، فعالجه بها، وظهر النفع في الحال، ومع ذلك لم يسأل عن حال المريض، قال الشَّيخ عبد الرَّحيم -أي المصري-: ولما خرجنا من عند المريض، قال لي: لو سكتُّ عنه لأهلكته الأطباء بعلاجهم.

<<  <  ج: ص:  >  >>