للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وقال لي: أيها السُّلطان محمَّد خان لا تخف، قلت: وكيف (لا أخاف) (١) وعسكر الكفار كثر غاية الكثرة، وقال: انظر إلى كمي، فنظرت (٢) فإذا فيه صحراء، وفيها ما لا يحد من عساكر الإسلام، قال: وقال: هؤلاء كلهم جاؤوا لنصرة الإسلام، قال: ثم قال لي: اذهب إلى الطبل واضرب الطبل ثلاث مرات ومُرْ عسكرك بالكرِّ على الكفَّار، ففعلت ما قاله، ورأيت خواجه عبيد الله حمل على الكفار مرَّات فانهزموا بأسرهم.

قال: وقال: ظن الوزراء كلامي لخواجه عبيد الله: إنَّ عسكر الكفار كثير، كلام الحيرة؛ لأنّهم كانوا لا يرون خواجه عبيد الله.

ونقل عن شيخ الحرم الشَّيخ عبد المعطي أنّه قيل له: يقال: إنك لقيت خواجه عبيد الله؟ قال: نعم، إنّه منذ ما فرض الله عليه الحج يحج كل سنة وأصحابه معه، مع أنّه مقيم بسمرقند.

وكانت طريقة الشَّيخ خواجه عبيد الله الاعتقاد على مذهب أهل السنة والجماعة، والانقياد لأحكام الشَّريعة، والاتباع لسنَّة رسول الله ودوام (٣) العبودية، وهو ملاحظة جناب الحق من غير شعور بما سواه، وقال التوحيد تخليص القلب عن الشعور بما سوى الله تعالى.

توفِّي قدس سره بسمرقند، سنة خمس وتسعين وثمانمئة، وقبره الشريف بظاهر سمرقند يُزار ويُتبرَّك به.

وكان لخواجه عبيد الله السَّمَرْقندي ولدان: الشَّيخ العارف بالله محمَّد بن عبيد الله خواجكان، والشَّيخ العارف الرَّباني خواجه محمَّد يحيى.


(١) ساقطة من: ع.
(٢) ع: نظر.
(٣) ع: وداوم.

<<  <  ج: ص:  >  >>