للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

قَايِتْبَاي فأكرمه غاية الإكرام، ونال عنده القَبول التَّام، وعاش عنده زمانًا بعزَّة عظيمة، وحشمة وافرة، وجلالة تامة.

ثم إنّ السُّلطان محمد خان ندم على ما فعل فأرسل إلى السُّلطان قَايِتْبَاي يلتمس منه أن يرسل المولى المذكور إليه، فحكى السُّلطان قَايِتْبَاي كتاب السُّلطان محمَّد خان للمولى المذكور، ثم قال: لا تذهب إليه فإني أكرمك فوق ما يكرمك هو، قال المولى (١): هو كذلك إلا أنّ بيني وبينه محبة عظيمة كما بين الوالد والولد، وهذا الذي جرى بيننا شيء آخر، وهو يعرف ذلك مني، ويعرف أني أميل إليه بالطبع، فإذا لم أذهب إليه يفهم (٢) أنّ المنع من جانبك، فيقع بينكما عداوة، فاستحسن السُّلطان قَايِتْبَاي هذا الكلام، وأعطى له مالًا عظيمًا جزيلًا، وهيَّأ له ما يحتاج إليه من حوائج السفر، وبعث معه هدايا عظيمة إلى السُّلطان محمَّد خان.

فلما جاء إلى قسطنطينية أعطاه السُّلطان محمَّد خان قضاء بروسا، ووقع ذلك في سنة اثنتين وثمانمئة، ودام على ذلك مدة، وكان المولى المزبور (٣) عمَّر عمرًا طويلًا حتى عاش إلى زمان (٤) دولة السُّلطان بايزيد خان بن السُّلطان محمَّد خان، ثم إنّ السُّلطان محمَّد خان قلَّده منصب الفتوى بعد وفاة المولى خُسْرَو في سنة خمس وثمانين وثمانمئة، وعيَّن له في كل يوم مئتي درهم والشهر عشرين ألف درهم، وفي كل سنة خمسين ألف درهم، سوى ما يبعث إليه من الهدايا والتحف والعبيد والجواري، وعاش في كنف حمايته مع نعمة جزيلة، وعيش رغد.


(١) زائدة في ع: المذكور.
(٢) ع: يعرف.
(٣) ع: المذكور.
(٤) ساقطة من: ع.

<<  <  ج: ص:  >  >>