للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

وصنَّف في أيامه تفسير القرآن وسماه "غاية الأماني في تفسير السبع المثاني"، أورد فيه مؤاخذات كثيرة على العلَّامتين الزَّمَخْشَري والبيضاوي، وصنف أيضًا "شرح البُخاري" ورد (١) فيه كثيرًا من المواضع لشرح الكَرْماني وابن حجر، وله حواشٍ مقبولة على "شرح الجَعْبَري للقصيدة الشاطبية".

وأقرأ التفسير والحديث وعلوم القراءات حتى تخرج عنده كثير من الطلاب وتمهروا في العلوم الكثيرة (٢)، وكانت أوقاته مصروفة إلى الدرس والفتوى والتصنيف والعبادة، كذا ذكره صاحب "الشقائق".

وحكي، عن بعض تلامذته أنّه بات ليلة، فلما صلى العشاء ابتدأ بقراءة القرآن من أوله، قال: وإنّما نمت واستيقظت فإذا هو يقرأ سورة الملك، فأتم القرآن عند طلوع الفجر، قال: وسألت بعض خدامه عن ذلك، فقال: هذه عادة مستمرة له.

وكان رجلًا طويلًا مهيبًا كبير اللِّحية يصبغ لحيته، وكان قوَّالًا بالحقِّ، وكان يخاطب الوزير والسُّلطان باسمه، وكان إذا لقي السُّلطان سلَّم ولا ينحني له، ويصافحه ولا يقبِّل يده، ولا يذهب إليه يوم عيد إلا إذا دعاه.

وسمعت عن ثقة أنّه (ذهب إليه) (٣) يوم عرفة وكان يوم مطر في أيام سلطنة السُّلطان بايزيد خان، فجاء إليه (واحد من الخدام) (٤)، فقال (٥): السُّلطان يسلِّم عليكم ويلتمس منكم أن تشرِّفوه غدًا، فقال المولى: لا أذهب، واليوم يوم وحلٍ، وأخاف أن


(١) أ: أورد.
(٢) أ، ض: المذكورة.
(٣) ع: كان.
(٤) ع: خادم السُّلطان.
(٥) زائدة في ع: يا سيدي.

<<  <  ج: ص:  >  >>