للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

أخذ العلوم عن أبيه، وبلغ رتبة الفضل والكمال، وقرأ الهيئة وعلم (١) النجوم على المولى عبد الواحد شارح "كتاب النقاية" في الفروع، وفوض إليه في حياة أبيه المولى شمس الدِّين الفَنَاري تدريس المدرسة السُّلطانية بمدينة بروسا، وهو أوَّل مدرس بها، بناها السُّلطان محمَّد خان بن السُّلطان يلدرم بايزيد خان، وكان بويع له بالسلطنة في سنة ست عشرة وثمانمئة، فبنى تلك المدرسة قدام جامعه، وأعطاه سنة ثمانية عشرة وثمانمئة، فاجتمع عنده في أول يوم من درسه علماء تلك البلدة وفضلاء الطلبة، وسألوه عن مسائل (٢) الفنون المتفرقة، فأجاب عن كلٍّ منها بأحسن الأجوبة، وشهدوا له بالفضيلة (٣)، واعترفوا باطلاعه على جميع العلوم، وكان معيد درسه اليوم فخر الدِّين العجم، وكان المولى خُسْرَو محمَّد بن فرامُرز صاحب "الدرر والغرر" من شركاء هذا الدرس.

وكان المولى محمَّد شاه الفَنَاري رجلًا غيورًا على الرتبة، عظيم الهمة، له إدراك سريع، وقدرة على قهر الخصوم في أنواع العلوم، ومن تلامذته أيضًا المولى سنان العجم، وقد تقدم بعض أحواله في الكتيبة السابقة (٤) في ذكر أبيه المولى شمس الدِّين الفَنَاري، رحمه الله تعالى.

وللمولى الفاضل محمَّد شاه الفَنَاري ابن اسمه حسن جلبي المحشي بن الفاضل محمَّد شاه الفَنَاري، مات أبوه وهو لم يفارق حد الطفولية، أخذ بعض مباني العلوم عن أبيه المولى محمَّد شاه، ثم أخذ عن المولى خُسْرَو من تلامذة أبيه، مات سنة تسع وثلاثين وثمانمئة كذا في "الشقائق النعمانية".


(١) ساقطة من: أ.
(٢) أ: سائر.
(٣) ع: الفضل.
(٤) أ: السابعة.

<<  <  ج: ص:  >  >>