للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث / الرقم المسلسل:

في الله لومة لائم، ويسطو على أعداء الله المبتدعة ولا يبالي وإن رغم الراغم، لا تأخذه رأفة في دين الله وإجراء الشرع المبين، ولا يهاب سطوة الجبارين في إنفاذ أمر رب العالمين.

يحاسب نفسه على ساعة تذهب بغير طاعة، وكان معمرًا قد أدرك أوائل دولة السُّلطان محمَّد بن السُّلطان مراد خان بن السُّلطان محمَّد خان، وقد أتى بلاد الروم في دور السُّلطان محمَّد خان جد السُّلطان محمَّد خان، وكان معزَّزًا ومكرَّمًا في دولة السُّلطان مراد ودولة أبيه ودولة ابنه.

وكان للمولى المذكور مع السُّلطان محمَّد بن مراد خان قصة غريبة، هي أنّ واحدًا من مردة فضل الله التِّبْرِيْزي رئيس الطائفة الحروفية الضَّالة نال خدمة السُّلطان محمَّد خان وأظهر بعضًا من معارفه المزخرفة، حتى مال السُّلطان محمد إليه وآواه مع أتباعه في دار السعادة، واغتم لذلك الوزير محمود باشا غاية الاغتمام، ولم يقدر أن يتكلم في حقهم خوفًا من السُّلطان.

وأخبر به المولى خير الدِّين المزبور، وأراد هو أن يسمع كلماتهم منهم، فاختفى في بيت محمود باشا، ودعا محمود باشا ذلك الملحد إلى بيته، وأظهر (١) أنّه مال إلى مذهبهم، فتكلَّم الملحد بجميع قواعدهم الباطلة، والمولى المذكور يسمع كلامه (٢) حتى أدت مقالته (إلى الحلول) (٣)، وعند ذلك لم يصبر المولى المذكور حتى ظهر من مكانه وسبَّ الملحد بالغضب والشدة، وهرب الملحد إلى دار السُّلطان والمولى المذكور خلفه، فأخذ الملحد وأتباعه، والسُّلطان سكت عنه استحياء منه، ثم أتى


(١) زائدة في أ: إلى.
(٢) ساقطة من: أ.
(٣) ض: إلى بالحلول؛ أ: بالحلول.

<<  <  ج: ص:  >  >>